الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) ، وقال (ص) يوما لأصحابه «لأن يحتطب أحدكم على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه» ويجد الباحث ولو قليلا في الإسلام وتشريعه الخالد ثروة تملأ يده بالكنوز ، وتهبه كثيرا من صنوف العطاء ترتكز على الإقناع بقوة ذلك التشريع وإحاطته بنواحي الحياة مهما امتد الزمن وتطورت أساليبها واتسعت أسبابها.
ومهما سما الفكر وتقدم في ميادين العلم فهو يقدر ويكبر تلك المخلفات الإسلامية الخالدة ذات الامدادات المتواصلة التي لا تنقطع ولا ينضب معينها ، ويراها من أوفر المناجم الضخمة عطاء وثروة وأغزرها قوة وأوسعها فكرة وخيالا وأقواها أساسا لبناء مجتمع صالح تسوده العدالة وتغمره المحبة لأنها ليست من صنع الإنسان الذي يخطئ ويصيب مهما تجرد عن النوازع وتمرد على العواطف والأهواء وأخلص في جميع أعماله.
لقد جاء التشريع الإسلامي فكان آخر تشريع جاء به آخر الأنبياء وأكرمهم على الله سبحانه فكان ولا بد أن يكون نظاما يكفل للإنسان جميع نواحي حياته ويفي بجميع ما يحتاج إليه ويضمن له كرامته وحريته ويرشده إلى أسباب الحياة الهنيئة الوادعة.
ان الإسلام يأمر بالعلم الذي يصقل العقول ويحررها من الأهواء والأوهام ويطهرها من الخرافات ويأمر بالعدل والإحسان والإخاء والمحبة ويرفض التفاضل بغير العمل الصالح وخدمة الإنسانية وينهى عن الدس والكذب والظلم وكل ما يدنس الحياة ويعيقها عن التقدم ، ويحارب الاستغلال والجشع والوثنية التي لا تؤمن إلا بالمادة إلى كثير من مبادئه التي تجاري الحياة وتسير معها جنبا الى جنب نعم ان الإسلام بمبادئه