وفي الوقت نفسه يربي في النفس طهارة القلب ويقظة الضمير وقوة الإحساس بالواجب وكظم الغيظ ويعنى بتوثيق العلاقة بين الإنسان وأخيه ، وبينه وبين ربه ويشجع على الطاعة ويبشر العاملين به أجرا عظيما وثوابا جزيلا.
قال الله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ، فالعامل بما يفرضه التشريع السماوي لا يتخلص من مسؤولية العقاب فحسب بل يأخذ على عمله الأجر ، كما يلقى غير العامل بالشريعة السماوية جزاءه في الآخرة بالإضافة الى ما يلقاه في الدنيا من أنواع العقوبات التي فرضتها الشرائع السماوية أحيانا على الجرائم والجنايات ، ومن أجل ذلك كانت القوانين السماوية أقوى أثرا في نفس المؤمن بالله لا يجد مفرا من العمل بها ولا مجالا للتهرب من مسؤوليتها في الآخرة إذا استطاع أن يتهرب من العقاب المفروض على مخالفتها في الدنيا ، فليس باستطاعة الإنسان بالغا ما بلغ إذا لم يعمل بما أمر الله ان يتخلص من مسؤولية العصيان والتمرد عليه ، وإذا كان لا بد للبشر من تشريع يحدد لهم علاقتهم بالله سبحانه وبالمجتمع ويبين لهم حقوقهم وواجباتهم ويحد من كبريائهم وأنانيتهم وينظم لهم صلاتهم بالله وبالناس وجميع شؤونهم ، كان الإسلام أولى الشرائع بالاتباع لأنه جاء وافيا بحاجة الإنسان عادلا في قوانينه ومبادئه صالحا لكل زمان ومكان جمع في مبادئه بين الروح والمادة وربط بين الدنيا والدين فلكل إنسان أن يأخذ نصيبه من الدنيا ويساهم في بناء مجتمع صالح لا بغي فيه ولا عدوان على أحد من عباد الله وعليه أن يقوم بما عليه لله سبحانه ، ولغيره من الناس.
قال سبحانه (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ