أرضا واسعة في العقيق وذي الحليفة ، وزوجه بسرة بنت غزوان ، أخت الأمير عتبة بن غزوان ، التي كان يخدمها ويحدو لركبها ، أيام عرية وفقره ، بطعام بطنه (١). وقد اخرج عنه ابن سعد انه قال : أكريت نفسي من ابنة غزوان على طعام بطني وعقبة رجلي. فكانت تكلفني أن أركب قائما وأورد حافيا ، فلما كان بعد ذلك ، زوجنيها الله ، فكلفتها ان تركب قائمة وان تورد حافية (٢).
ولم يرو أحد من الرواة ان أبا هريرة حمل السيف مع من حمله من أنصار الأمويين. ويؤيد ذلك ما جاء عن جماعة من المحدثين ان أبا هريرة كان في صفين يصلي أحيانا في جماعة علي (ع) ويأكل في جماعة معاوية ، وإذا حمي الوطيس لحق بالجبل. فإذا سئل ، قال : علي أعلم ومعاوية أدسم والجبل أسلم (٣).
ليس بالبعيد ان يكون معاوية هو الذي أشار عليه ان يعتزل الحرب عند ما يحمي وطيسها ، ويكون على مقربة منها ، ليغري من استطاع من أصحاب علي ، بدسائسه وأحاديثه المكذوبة ، لأن المادة التي وجدها عنده ، لم يجدها مع أحد من اتباعه ، حتى مع ابن العاص ، ساعده الأيمن. ولم يكن في حاجة الى سيفه ، بعد ان وجد من أهل الشام تحمسا واندفاعا لا مثيل له.
ان أنصار معاوية لا يعرفون له منقبة في الإسلام ، ولا فضيلة يتحدث بها الرواة عن الرسول ، في حين انهم يعرفون لخصمه آلاف
__________________
(١) الاضواء ص ١٨٧.
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ، طبع بيروت.
(٣) أبو هريرة.