وقد بلغ به الإيمان بدعوة الرسول والإخلاص لمبادئها ان اصبح من حواري الرسول والمقربين اليه. ولازم عليا ، حتى كانت نهايته بصفين. وهو القائل : «والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا اننا على الحق وهم على الباطل».
ومما لا بد منه ، بعد أن تهيأ له الجو المناسب ، وأصبح حاكما في بلد دخل في الإسلام بقوة السيف ، لا يعرف عن عقائد الاسلام وأحكامه شيئا ، ان ينصرف الى تعليم الناس الحلال والحرام ، ويغرس في نفوسهم مباديء الاسلام وأصوله ، كما نص عليها الكتاب والحديث.
وقال الاستاذ مصطفى عبد الرزاق : ان أبي بن كعب وعمارا بن ياسر وحذيفة اليمان وأبا الدرداء وسلمان الفارسي ، كانوا يفتون الناس في حياة الرسول (١).
ومن فقهاء الشيعة وأعيان الصحابة أبي بن كعب ، وهو من أعيان الشيعة ، كما نص عليه السيد علي بن صدر الدين المدني (٢). وقال السيد حسن الصدر : لقد أكثر السيد علي المدني من الأدلة على تشيعه وموالاته لأهل البيت عليهمالسلام ، وذكره ابن سحنة في تاريخه ، فيمن تخلف عن البيعة مع علي (ع) وانه من الطليعة الأولى من المفسرين (٣).
وروى ثقة الاسلام الكليني عن الصادق جعفر بن محمد انه قال : أما نحن فنقرأ بقراءة ابي بن كعب. وفي أمالي الشيخ ابي جعفر محمد بن علي بن بابويه ، وخلاصة العلامة في الرجال ، ما يدل على جلالته
__________________
(١) تمهيد لتاريخ الفلسفة (ص ١٣٥).
(٢) الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
(٣) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام.