وأشهرهم في الفقه والفتوى : «ان علي بن الحسين الهاشمي هو الامام الرابع من أئمة الشيعة الإمامية ، يعرف بزين العابدين ، روى عن أبيه وعمه الحسن وعائشة وابن عباس وغيرهم». ونقل عن الزهري انه قال : «ما رأيت أحدا كان أفقه من علي بن الحسين» وقال ابنه : «ما رأيت هاشميا أفضل منه» (١).
وليس غرضنا من ذكر هذه الطائفة من أقوال علماء عصره فيه ، ان نستقصي جميع ما قيل فيه من تقريض وثناء ، وانما المقصود مما ذكرناه من أقوال هؤلاء الإعلام انه كان مرجعا في الأحكام في عصره ، على الرغم من الرقابة الشديدة ، التي فرضتها سياسة الحكام عليه بصورة خاصة.
وقد تلمذ عليه جماعة من فقهاء التابعين ، منهم القاسم بن محمد بن ابي بكر وسعيد بن المسيب وابن جبير وأبو حمزة الثمالي وأبو خالد الكابلي وغيرهم. قال السيد حسن الصدر : ان القاسم بن محمد وسعيد بن المسيب وأبا خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين وحواريه (٢).
لقد بقي الإمام زين العابدين (ع) ما يقرب من أربعين عاما بعد أبيه ، قضاها في ظل العهد الأموي ، وتحت الرقابة الشديدة من الأمويين وولاتهم ، كالحجاج الثقفي وأمثاله ، الذين كانوا يعملون جهدهم للقضاء على جميع الفئات ، التي لا تدين بالولاء الى الأمويين. وكان الشيعة في طليعة من لاقوا حتفهم على يد الحجاج وغيره من اتباع الأمويين.
وكانت تتبع موجة القتل والتشريد والتعذيب ، موجة اخرى من الأحاديث المكذوبة للقضاء على آثار أهل البيت ، ومحو التشيع من
__________________
(١) تاريخ التشريع الإسلامي ص ١٥١.
(٢) تأسيس الشيعة.