الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً)(١) ، وقال : (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ)(٢) ، (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)(٣) ، الى كثير من الآيات الكريمة التي تنص على انها من أعظم دعائم الإسلام وأركانه ، وقد نصت بعض الآيات القرآنية على بعض أجزائها كالركوع والسجود والطهور وغير ذلك مما هو شرط في صحتها أو جزء محقق لماهيتها بصورة إجمالية ، وترك بيان الباقي من اجزائها وشرائطها ، وتفصيل ما أجملته الآيات التي تعرضت لبعض اجزائها وأوقاتها إلى الرسول (ص) ، وقد قام الرسول بأداء مهمته طيلة حياته ، وأودع ذريته وبعض الطيبين من صحابته جميع ما تحتاجه الأمة لدينها ودنياها وأرشد أمته الى اتباع الطريق الواضح الذي لو سلكوه لن يضلوا من بعده ابدا فقال اني مخلف فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ، ولكن الأهواء والأطماع انحرفت ببعضهم عن سنته ، وسلكت بهم غير طريقه فكان الخلاف بين المسلمين في كثير من فروع الإسلام ، وأصول المذاهب ، ولا تزال آثار هذا الخلاف حية حتى اليوم ، يجد فيها من يريدون الكيد للإسلام ، ما يحقق لهم اطماعهم وأغراضهم.
ولا بد لنا ونحن نتحدث عن التشريع الجعفري أن نشير إلى جهة الخلاف بين الشيعة وغيرهم في بعض المواد الفقهية التي شرعها الإسلام عن طريق القرآن أو الرسول (ص) كل مادة في محلها ، وفيما سبق قد ذكرنا ان القرآن الكريم الذي نص على تشريع الصلاة في بعض آياته لم
__________________
(١) سورة الإسراء.
(٢) سورة هود.
(٣) سورة البقرة.