علم الغيب؟

فأجاب عليه‌السلام: ليس هو بعلم غیب وإنما تعلم من ذي علم (١).

ولا غرو فقد ثبت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه أنه قال : (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (٢) ، وقول علي عليه‌السلام: لقد علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب ().

فمن أختص من مهبط الوحي ومدينة العلم بمثل هذا الاختصاص لا يستغرب منه أن يملأ الكتب من أسرار الكائنات وكامنات الحوادث ولنعتزل عن خطبه المروية في النهج ونسلك آثاره المتواترة في التاريخ ، فقد روى عنه المؤرخون كالمسعودي في مروج الذهب وابن أبي الحديد في شرح النهج ص ٤٥ مجلد وابن بطة في الإبانة وأبي داود في السنن وغيرهم في غيرها أنه تنبأ بمصير الخوارج حينما أخبره الناس بأنهم عبروا النهر قال عليه‌السلام: (لا يفلت منهم عشرة ولا يقتل منا عشرة) (٤) ، فكان الأمر كذلك.

واستفاض عنه الخبر بمقتله وإنه سوف يخضب أشقاها هذه من هذه واشار بيده إلى لحيته وجبهته ـ وكان إذا رأى ابن ملجم قال :

واستفاضت أنباؤه في توسع ملك بني أمية وبني العباس وخبره

__________________

(١) نهج البلاغة : ج ٢ / .

() تاریخ بغداد : ج / ٥.

(٣) كنز العمال : ج / ١١٤