ونسبة (ادوارد فانديك) في اكتفاء القنوع كتاب نهج البلاغة إلى الشريف المرتضى أخي الرضي خطأ منشؤه أن الشريف الرضي كان يلقب بالمرتضى (١) أحياناً لأن جده إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسی بن جعفر عليهماالسلام ، كما أن أخاه المرتضى كان يلقب بذلك ثم بقى هذا اللقب على هذا ولقب الأول بالرضي يوم رضوا به نقيباً على نقباء العلويين ليتميز عن بقية آل المرتضى.
وعليه فكلما (٢) في مجموعة نهج البلاغة هو تأليف الشريف الرضي محمد بن الحسين بلا مراء.
أما نسبة انتحال الشريف الرضي جامع نهج البلاغة خطبة أو كلمة إلى سيدنا الإمام عليهالسلام وتعمده الكذب عليه بأي دافع من الدوافع فشيء لا يسع أهل العلم والعرفاء بحال الرضي أن يقبلوه ، لأن نزاهة الشريف معلومة وعفته مشهورة (٣) وزهده ثابت.
__________________
(١) لم أقف على مَدْرَك هذا القول. والظاهر أنّ صاحب (اكتفاء القنوع) اغْتَرَّ بكلام ابن خلّكان حول نهج البلاغة إذْ ذكر التردد في نسبة الشرح بين الأخوين الشريفين في ترجمة السيد المرتضى من (وفيات الأعيان).
() كذا رُسمت هذه الكلمة في الأصل والصواب أن ترسم (كل ما) لأنَّ (ما) هُنا موصولة فَوَجَبَ فَصْلُها.
(٣) قال أبو الحسن العُمَرِيُّ في ترجمة الشريف الرضي : وكان له هيبة وجلالة وفيه ورع وعفة وتقشف ، وكان عالي الهمة شریف النفس لم یقبل من أحد صلة ولا جائزة ، حتى أنه ردّ صلات أبيه وناهيك بذلك شرف نفس وشدة ظَلَفٍ وأما الملوك من بني بويه فإنهم اجتهدوا على قبول صِلاتِهم فلم يقبل. وعن ابن الجوزي في إبراهيم بن أحمد الطبري الفقيه المالكي أن الشريف الرضي الشريف الرضي كان يحفظ عليه القرآن وهو شاب فقال للشريف يوماً : أين مقامك؟ فقال : في دار أبي بباب مُحَوّلَ (وهو مَوْضِعٌ قريبٌ من محلّة الكَرخِ