بيوتهم» (١) ، قال الحربيّ : أراد أراضيهم. وقال الأزهريّ : متاع بيوتهم والأدوات والأواني. وقال ابن الأعرابيّ : عقار البيت ، وقصده متاعه الذي لا يتبدّل إلا في الأعياد. ويقال : بيت حسن العقار. والعقار ـ بالكسر ـ قيل : الأرض ، وقيل : النخل ويكون مصدر عاقره ، نحو قاتله قتالا. والعقار : الأصل أيضا ؛ يقال بالفتح ـ وهو المشهور ـ والكسر : وهو الكلب العقور وكلّ سبع جارح كالفهد والنمر.
قوله عليهالسلام : «عقرى حلقى» (٢) أي عقرها الله وأصاب حلقها (٣). وضع هذا في الدعاء عليها ، وليس مرادا في الحديث ، وإنما هو جرى على مذهبهم إذا أعجبوا بالشيء قالوا فيه بلفظ الدعاء عليه نحو : قاتله الله ما أشعره! ومنه : «تربت يداك» (٤) : لصقت بالتراب ، من العقر في أحد القولين. وقال أبو عبيد : صوابه : عقرا حلقا بالتنوين ، لأنّ معناه عقرها عقرا وحلقها حلقا ؛ فهي فعلى من العقر والحلق ، كما بني شكوى من الشّكو (٥).
والعقيرة : الصّوت ، ومنه قولهم : رفع عقيرته. وأصله أن رجلا عقرت (٦) رجله فرفع صوته ، فصار ذلك مستعارا في الصوت. والعقاقير : أخلاط الأدوية ، الواحد عقّار. وفي الحديث : «فأعطاها عقرها» (٧). العقر : ما تعطاه (٨) في وطء الشّبهة ، وأصله في البكر يفتضّها الواطىء فيعقرها. فسمّي ما تعطاه بسبب العقر عقرا. ثم قيل لكلّ وطء وإن كان في ثيّب : عقر. وفي الحديث : «لا عقر في الإسلام» (٩) لأنهم كانوا يعقرون الدوابّ على قبر الميت. ويجوز أن يكون نهيا عمّا كانوا يفعلونه من عرقبة الإبل بدل نحرها للأضياف. فكان قوم حاتم يفصدون إبلهم ويأكلون. وكان حاتم يعرقبها ويقول :
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٢٧٤.
(٢) النهاية : ٣ / ٢٧٢ ، قاله لصفية لما قيل له إنها حائض.
(٣) وعند ابن الأثير : ... وأصابها بعقر في جسدها. وظاهره الدعاء عليها وليس بدعاء في الحقيقة.
(٤) النهاية : ١ / ١٨٤.
(٥) وهو كلام الزمخشري.
(٦) في الأصل : رفعت عقيرة.
(٧) كذا في الأصل وم. وفي النهاية (٣ / ٢٧٣): «فأعطاهم».
(٨) يعني المرأة.
(٩) النهاية : ٣ / ٢٧١. ينحرونها ويقولون : إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته فنكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته.