وصحاح العيون يدعون عورا
والعوار والعورة : سوء في الثوب والبيت ونحوهما ، ومنه : «إنّ بيوتنا عورة» أي متخرّقة ممكّنة ممّن أرادها. وفلان يحفظ عورته. أي يسدّ (١) خلل نفسه وأهله. قال الشاعر (٢) : [من المنسرح]
والحافظو عورة العشيرة لا |
|
يأتيهم من ورائهم وكف |
والمعاورة : التداول ؛ يقال : تعاورنا كذا ، أي تداولناه بيننا. وتقول النحاة : الإعراب : يعتور على الكلمة ، أي يختلف. وقيل : المعاورة في معنى الاستعارة. والعاريّة قيل هي من المعاورة لانتقال العين المعارة من واحد إلى آخر. وأصلها عوريّة فقلبت الواو ، وتخفيف يائها خطأ. ومنه : تعاورنا العواري. وقيل : هو من العار ، لأنّ دفعها يورث المذمّة والعار ، كما قيل في المثل : «إنه قيل للعارية : أين تذهبين؟ فقالت : أجلب إلى أهلي مذمّة وعارا» قال الراغب (٣) : وهذا لا يصحّ من حيث الاشتقاق فإنّ العارية من الواو لقولهم : تعاورنا. والعار من الياء لقولهم : عيّرته بكذا.
قوله : (ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ)(٤) أي نصف النهار وآخره وبعد العشاء الآخرة. وقيل لها عورات لأنّ الناس يلقون ثيابهم في هذه الساعات لكونها مظنة الوحدة. قوله : (الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ)(٥) أي الذين لا يصفون النساء لعدم بلوغهم مبلغ الرجال. وسهم عائر لا تدري من أين جاء ، وفرس عائر كذلك. ولفلان عائرة عين من الماء ، أي ما يعور العين ويحيّرها لكثرته.
__________________
(١) وفي الأصل : يسدد.
(٢) البيت ذكره الجوهري (التاج ـ مادة وكف). وقال شارح القاموس : هو من أبيات الكتاب أنشده ابن السكيت لعمرو بن امرىء القيس الخزرجي ، وذكره أبو زكريا التبريزي. ويروى لقيس بن الخطيم ، وقيل لشريح بن عمران القضامي ، ورواه سيبويه لرجل من الأنصار. والصحيح أنه لمالك بن عجلان الخزرجي.
(٣) المفردات : ٣٥٣ ، وفيه المثل.
(٤) ٥٨ / النور : ٢٤.
(٥) ٣١ / النور : ٢٤.