قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ)(١) جمع عيناء ، وأصله في بقر الوحش. فقولهم : رجل أعين وامرأة عيناء ، أي حسنة العين. قوله : (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(٢) قيل : هو مشتقّ من العين ، أي ظاهر للعين. وقيل : معناه : جار ظاهر. قال ثعلب : يقال : عان الماء يعين : إذا ظهر جاريا. وأنشد لجرير (٣) : [من الكامل]
إنّ الذين غدوا بلبّك غادروا |
|
وشلا بعينك لا يزال معينا |
وأنشد للأخطل : [من الكامل]
حبسوا المطيّ على قديم عهد |
|
طام يعين وغائر مسدوم |
وقال الفراء : ميمه أصلية من الماعون (٤) وهو الزكاة ، وسيأتي بيانه في باب الميم. قوله : (فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ)(٥) أي على مشهد.
ع ي ي :
قوله تعالى : (وَلَمْ يَعْيَ)(٦) أصل الإعياء عجز يلحق البدن من المشي. والعيّ يلحق من تولّي الأمر والكلام ، ويقال : هو عييّ بمنطقه ، استعارة من ذلك. وعيي الأمر : ضاق به. وقال الشاعر (٧) : [مجزوء الكامل]
عيّوا بأمرهم ، كما |
|
عيّت ببيضتها الحمامه |
__________________
(١) ٢٢ / الواقعة : ٥٦.
(٢) ٣٠ / الملك : ٦٧.
(٣) الديوان : ٥٧٨ ، وفيه : ما يزال. الوشل : الماء يسيل شيئا بعد شيء.
(٤) فتكون من مادة معن.
(٥) ٦١ / الأنبياء : ٢١.
(٦) ٣٣ / الأحقاف : ٤٦.
(٧) البيت لعبيد بن الأبرص كما في اللسان ـ مادة عيي. واختلفت روايته في الديوان (١٣٨) :
برمت بنو أسد كما |
|
برمت ببيضتها الحمامة |