سمعت الناس ينتجعون غيثا |
|
فقلت لصيدح : انتجعي بلالا |
واستغثته : طلبت الغيث (١) منه أو الغوث ؛ فغاثني من الغيث ، وأغاثني من الغوث. قوله تعالى : (فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ)(٢) من الغيث ليس إلا. قوله : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ)(٣) هو من الغوث ليس إلا.
غ ي ر :
قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)(٤) غير تكون صفة بمعنى مغاير ، ولذلك لا تتعرف بالإضافة (٥). وقال بعضهم : إلا إذا حضرت المغايرة بين ضدّين ونحوهما ، نحو الآية الكريمة ، والوصفية أصلها. وقد تكون بمعنى لا النافية ، ومن ثم عطف عليها. قوله : (وَلَا الضَّالِّينَ) ، فأعيدت لا لما كانت بمعناها. ولذلك يقدم معمول ما بعدها عليها كقول الشاعر (٦) : [من البسيط]
إنّ امرأ خصّني يوما مودّته |
|
على التّنائي لعندي غير مكفور |
ولهذا يقول النحويّ : يجوز أنا زيدا غير ضارب ، ويمتنع أنا زيدا مثل ضارب لما بينّاه في غير هذا الموضوع ، وأو مأنا إليه هنا. وتكون غير بمعنى إلّا فيستثنى بها وتعطى حكم ما بعد إلا في النصب وغيره كما هو مبين في علم العربية ، وكما حملت غير على إلّا في الاستثناء حملت إلا عليها في الوصفية بشروط معروفة عند النحاة (٧) كقوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا)(٨). وقد قسم بعضهم غير تقسيما آخر فقال : غير تقال على
__________________
(١) وفي الأصل : الغوث.
(٢) ٤٩ / يوسف : ١٢.
(٣) ١٥ / القصص : ٢٨.
(٤) ٧ / الفاتحة : ١.
(٥) لا تتعرف بالإضافة لشدة إبهامها.
(٦) قاله أبو زبيد شاهدا على أنه أراد : خصّني بمودته ، فحذف الحرف وأوصل الفعل. (اللسان ـ مادة خصص) ، وفيه : عمدا مودته.
(٧) أهم هذه الشروط : أن تكون صفة لنكرة أو لمعرفة قريبة منها (مغني اللبيب : ١٥٨).
(٨) ٢٢ / الأنبياء : ٢١.