أوجه : الأول أن تكون للنّفي (١) المجرّد من غير إثبات معنى [به](٢) ، نحو : مررت برجل غير قائم ، أي لا قائم ؛ قال تعالى : (وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ)(٣). الثاني بمعنى (٤) إلا فيستثنى بها وتوصف بها النكرة قال تعالى : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي)(٥). الثالث لنفي صورة من غير مادّتها (٦) نحو : الماء حارا (٧) غيره إذا كان باردا ؛ قال تعالى : (بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها)(٨). الرابع (٩) أن يكون ذلك متناولا لذات ، نحو : (تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِ)(١٠) أي الباطل. (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا)(١١) قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)(١٢) التغيير : التحوّل من صفة إلى صفة ، ومن حال إلى حال. ويكون (١٣) على وجهين أحدهما تغيير صورة الشيء دون ذاته نحو غيّرت داري ، أي بنيتها بناء غير الذي كان. والثاني لتبديله بغيره نحو : غيّرت غلامي ودابّتي ، أي أبدلتهما بغيرهما (١٤). وقوله : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ)(١٥) محتمل للأمرين ، وقد قيل : بكلّ منهما. وفي الحديث : «ومن يكفر الله يلق الغير» (١٦) أي تغيّر الحال من صلاح إلى فساد. والغير أيضا الدية ، وجمعها أغيار. وسميت الدية غيرا لأنها غيّرت القود إلى غيره. وقد فرّق بعضهم بين الغيرين والمختلفين بأنّ الغيرين أعمّ ، فإنّهما قد يكونان مختلفين وقد يكونان متّفقين.
__________________
(١) في الأصل : للشيء.
(٢) إضافة يقتضيها السياق.
(٣) ١٨ / الزخرف : ٤٣.
(٤) في الأصل : معنى.
(٥) ٣٨ / القصص : ٢٨.
(٦) في الأصل : مادته والتصويب من المفردات : ٣٦٨.
(٧) يعني : الماء إذا كان حارا ..
(٨) ٥٦ / النساء : ٤.
(٩) لم يذكره الأصل ، وذكرته م.
(١٠) ٩٣ / الأنعام : ٦.
(١١) ١٦٤ / الأنعام : ٦.
(١٢) ١١ / الرعد : ١٣.
(١٣) يعني التغيير.
(١٤) المعروف أن الباء تدخل على المتروك.
(١٥) ٤٨ / إبراهيم : ١٤.
(١٦) من حديث الاستسقاء (النهاية : ٣ / ٤٠١).