لقوم كثيرين متدافعين مزدحمين. وقيل : هم الذين يزدحمون حتى يقصف بعضهم بعضا ، بدارا إليها.
ق ص م :
قوله تعالى : (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً)(١) القصم : الحطم والهشم ، ويعبّر به عن الهلاك. والقصم كسر وبينونة ، والفصم من غير بينونة كما تقدّم في باب الفاء. وعبّر عن الهلاك بقاصمة الظهر. ورجل قصيم أي يكسر من قاومه ، وفلان أقصم البنية أي يكسرها ، وفي الحديث : «فما ترتفع في السماء من قصمة إلا ويفتح الله بابا من النار» (٢) يعني الشمس. والقصمة : مرقاة الدّرجة ، سميت قصمة لأنها كسرة.
ق ص و :
قوله تعالى : (فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا)(٣) أي بعيدا ، وأصله قصيو فأدغم. والأقصى : الأبعد ، ومنه قوله تعالى : (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(٤) وهو بيت المقدس عبّر عنه بذلك اعتبارا بمكان المخاطبين به من النبيّ صلىاللهعليهوسلم وأصحابه.
يقال : قصوت عنه ، وأقصيت : أبعدت. والناحية القصوى تأنيث الأقصى. وقصوت البعير : قطعت أذنه. وناقة قصواء من ذلك. قيل : ولا يقال : بعير أقصى. والقصيّة من الإبل ، البعيدة من الاستعمال ، وكان من حقّها قصيا بقلب واو يائها كأخواتها من الدنيا والعليا ، وقد أتقنّا هذا في غير هذا الموضع.
__________________
(١) ١١ / الأنبياء : ٢١.
(٢) النهاية : ٤ / ٧٤ ، وفيه : « .. إلا فتح لها باب من النار».
(٣) ٢٢ / مريم : ١٩.
(٤) ١ / الإسراء : ١٧.