ك د ر :
قوله تعالى : (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ)(١) أي انتثرت ، وأصله من الكدر وهو ضدّ الصّفاء ، والمعنى : تغيّرت بالتناثر ، وذلك أنها إذا تناثرت تغيّر شكلها وهيئتها التي كانت بها زينة.
يقال : عيش أكدر. والكدرة في اللون خاصّة ، والكدورة في الماء وفي العيش. وانكدر القوم على كذا أي قصدوا متناثرين عليه. ويقال لكلّ ما انتثر ومرّ مرّا سريعا : قد انكدر ، وأنشد لذي الرمّة (٢) : [من البسيط]
فانصاع جانبه الوحشيّ وانكدرت |
|
يلحبن لا يأتلي المطلوب والطّلب |
ك د ي :
قوله تعالى : (وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى)(٣) أي قطع عطاءه. وأصله أنّ الحافر يحفر الأرض فيبلغ الكدية وهي الأرض الصّلبة. وفي حديث الخندق : «فعرضت [فيه] كدية لا يعمل فيها المعول» (٤) والجمع كدى ، نحو : دمية ودمى ؛ فشبّه قاطع العطاء بقاطع الجفر (٥) حتى يبلغ الكدية. ولما ذكرت عائشة رضي الله عنها أباها قالت : «سبق إذ ونيتم ونجح إذ أكديتم» (٦). ولما عزّت فاطمة رضي الله عنها بعض جيرانها قال (٧) : «لعلك بلغت معهنّ الكدى» أراد المقابر لأنّ مقابرهم كانت في مواضع صلبة. قال الهرويّ : قلت للأزهريّ : رواه بعضهم «الكرى» بالراء فأنكره.
__________________
(١) ٢ / التكوير : ٨١.
(٢) من طويلة له في ديوانه : ١ / ١٠١.
(٣) ٣٤ / النجم : ٥٣.
(٤) النهاية : ٤ / ١٥٦ ، والإضافة منه.
(٥) الجفر : البئر الواسعة التي لم تطو.
(٦) النهاية : ٤ / ١٥٦.
(٧) يعني النبي صلىاللهعليهوسلم. والحديث في النهاية ؛ ٤ / ١٥٦.