قوله : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً)(١) نبّه بذلك على أنه يحصل لهم كمال العقوبة. وأكملت الشيء وكمّلته : جعلته كاملا ، وقد قرىء بالوجهين (٢) قوله تعالى : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ)(٣) من أكمل وكمّل ـ مشدّدا ـ. ويقال : كمل وكمل ـ بفتح العين وضمها ـ فهو كامل كمالا.
ك م م :
قوله تعالى : (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ)(٤). الأكمام جمع كمّ وهو وعاء الثمرة ، وكلّ ما غطّى شيئا فهو كمّ له ، ومنه كمّ القميص لتغطيته اليد (٥) ، ويجمع على كمام أيضا ، نحو : رمح ورماح. والكمّة : ما يغطي الرأس كالقلنسوة ، وقيل : أكمام النخلة : ما غطّى جمّارها من الليف والسّعف (٦). وكمّ الطّلعة : قشرها. وتكمّم وتكمكم واحد. وفي الحديث : «رأى جارية متكمكمة» (٧) أي مغطاة الرأس. ويقال : تكمّوا والأصل تكمكموا ، وأنشد (٨) : [من الرجز]
بل لو رأيت الخيل إذ تكمّوا |
|
بغمّة ، لو تفرّج غمّوا |
وتكمكم : إذا تلفّف بثوبه ، وفي حديث النّعمان : «إلى أكمّة خيولهم» (٩) عنى بالأكمّة المخالي المعلّقة برؤوس الخيل تشبيها بالكمّة (١٠).
وكم : اسم عدد مبهم ، فمن ثمّ افتقرت إلى تمييز. وهي على ضربين : استفهامية
__________________
(١) ٢٥ / النحل : ١٦.
(٢) يريد الآية : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» (٣ / المائدة : ٥).
(٣) ١٨٥ / البقرة : ٢.
(٤) ١١ / الرحمن : ٥٥.
(٥) جاء في القاموس والنهاية والمصباح كسر كاف «كم» للطلع والنور ، في حين أن ابن منظور ضبطها بالضم جميعا.
(٦) جمار النخل : شحمه واحدته جمّارة ، وهي تؤكل بالعسل (اللسان ـ مادة جمر).
(٧) النهاية : ٤ / ٢٠٠. تكمكم في ثوبه : التفّ به.
(٨) الرجز في اللسان ـ مادة كمم ، والتصويب منه.
(٩) النهاية : ٤ / ٢٠٠ ، وهو النعمان بن مقرّن.
(١٠) التي هي القلنسوة.