واكتهلت الدّوحة : إذا عمّها النّور ، ومنه قول الأعشى يصف دوحة (١) : [من البسيط]
يضاحك الشمس منها كوكب شرق |
|
مؤزّر بعميم النّبت مكتهل |
وقد تقدّم في باب السين ذكر تنقّل الإنسان من لدن كونه في بطن أمّه إلى أن يصير شيخا وفوق ذلك ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
ك ه ن :
قوله تعالى : (وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ)(٢) الكاهن : الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفيّة بضرب من الظّنّ ، وهو عكس العرّاف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة بنحو ذلك ، ولكون هاتين (٣) الصناعتين مبنيتين على الظنّ الذي يجوز أن يخطىء ويصيب قال عليه الصلاة والسّلام : «من أتى كاهنا أو عرّافا فصدّقه فقد كفر بما أنزل على محمد» (٤).
والكهانة : مصدر كهن يكهن إذا تعاطى ذلك. وكهن ـ بالضم ـ تخصّص بها. وتكهّن : تفعّل ذلك. وقد فسّر الكاهن بنحو ما فسّر به العرّاف ، وهو المشهور في الحديث. وقد كانت الكهنة في زمنه عليه الصلاة والسّلام بهذه الصفة وذلك لما يسمع شياطينهم فيلقون إليهم الكلمة فيكذبون عليها مئة كذبة إلى أن رجمت الشياطين فانقطع السمع وانقطع التكهّن. وفي الحديث : «يخرج من الكاهنين رجل يقرأ القرآن لا يقرأ أحد مثله» (٥) الكاهنان هنا : بنو (٦) النّضير وقريظة ؛ قبيلتان من اليهود مشهورتان. يقال : المعنيّ بهذا الرجل هو محمد بن كعب القرظيّ رضي الله عنه.
__________________
(١) الديوان : ٥٧ ، وفي الأصل : يضاحك النبت ، والتصويب منه.
(٢) ٤٢ / الحاقة : ٦٩.
(٣) في الأصل : هذه.
(٤) سنن الدارمي ، طب : ٢١. وفي رواية الراغب : « .. بما أنزل على أبي القاسم».
(٥) النهاية : ٤ / ٢١٥ ، وفيه : « .. أحد قراءته».
(٦) في الأصل : بني. والصواب أن يقال : الكاهنان قريظة والنضير.