(لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا)(٢٨)
النبات وذا لا يعرف بالتأمل فعلم بأنهم وقفوا على علمه من جهة رسول انقطع أثره وبقي علمه في الخلق (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ) يدخل (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) يدي الرسول (١) (وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين ويعصمونه من وساوسهم وتخاليطهم حتى يبلّغ الوحي.
٢٨ ـ (لِيَعْلَمَ) الله (أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا) أي الرسل (رِسالاتِ رَبِّهِمْ) كاملة بلا زيادة ولا نقصان إلى المرسل إليهم ، أي ليعلم الله ذلك موجودا حال وجوده كما كان يعلم ذلك قبل وجوده أنه يوجد ، وحّد الضمير في من بين يديه للفظ من وجمع في أبلغوا لمعناه (وَأَحاطَ) الله (بِما لَدَيْهِمْ) بما عند الرسل من العلم (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) من القطر والرمل وورق الأشجار وزبد البحار ، فكيف لا يحيط بما عند الرسل من وحيه وكلامه ، وعددا حال أي وعلم كلّ شيء معدودا محصورا ، أو مصدر في معنى إحصاء (٢).
__________________
(١) في (ز) يدي رسول.
(٢) زاد في (ز) والله أعلم.