ومنهم من شرب الخمر (١) ، وما لا يحصى مما سكت عنه رعاية لحقّ النبي صلىاللهعليهوسلم ما لم يلجىء إليه ملجأ ديني فيجب ذكره.
ومن أعظم الملجئات ترتب شيء من الدين على رواية مروان ، والوليد بن عقبة (٢) وغيرهما ، فإنّها أعظم خيانة لدين الله ، ومخالفة لصريح الآية الكريمة ، والنقم بذلك لا يعود على جملة الصحابة بالنقص ، بل هو تزكية لهم فإيّاك والاغترار.
ولا شك أنّ البخاري من سادات المحدثين الرفعاء ـ فما ظنّك بمن دونه ومع هذا تجنّب (البخاري) ما لا يحصى من الحفاظ العبّاد كما لخبرك عنه كتب الجرح والتعديل ، وعلي بن المديني تجنّبه مسلم.
وقال العجلي في عمر بن سعد بن وقاص تابعي ثقة روى عنه الناس. وهو الذي باشر قتل الحسين.
فقل لي أي جرح في الدين أكبر من هذا! وهذا تنبيه.
وإلّا فهذا باب لو فتح وصنّف فيه لكان فنّا كبيرا ، وكذلك سائر الكلام من المحدّثين في مخالفيهم في العقائد فاختبره ، وشاهد هذه الدعوى من كتب الجرح ، فتأمل كلامهم في الموافق ، والمخالف ، واجعله من شهادة الأعداء ، وأهل الإحن.
وليتهم جعلوا ذلك باطنا ، وظاهرا ، ولكن يقولون :
نحن نروي عن المبتدعة ثم يعاملونهم هذه المعاملة.
قال يحيى بن معين : وقيل له في سعيد بن خالد البجلي حين وثّقه (شيعي).
__________________
(١) كقدامة بن مظعون.
(٢) هو الذي نزلت فيه الآية (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا).