قال : وشيعيّ ثقة ، وقدريّ ثقة.
وقال العجلي : كذلك في عمران بن حطان ثقة وهو خارجي مدح ابن ملجم (١) لعنه الله بقوله :
يا ضربة من تقيّ ما أراد بها |
|
إلّا ليبلغ عند الله رضوانا |
فانظر عمن رضي بقتل علي ، وعمّن قتله طلحة ، وعمن قتل الحسين ، وتوثيقهم لهم.
وأمّا علماء الأمة ، وحفاظها كحماد بن سلمة الإمام ، ومكحول العالم الزاهد ، فتجنّبهم مثل البخاري ومسلم أيضا.
وقد اختلفت عقائد المحدثين ، فترى الرجل الواحد تختلف فيه الأقوال حتى يوصف بأنّه أمير المؤمنين ، وبأنّه أكذب الناس ، أو قريب من هاتين العبارتين ، وانظر الصحيحين كم تحامى صاحباهما من الأئمة الكبار الّذين يتطلب النقم عليهم تطلّبا ، ولو نظر تجنب أفضلهم لاضمحل ، ولما أثر في ظنّ صدقهم إلا كقطرة دم في بحريم ـ وفي رجالهما من صرّح كثير من الأئمة بجرحهم ، وتكلم فيهم من تكلّم بالكلام الشديد ، وإن كان لا يلزمهما ـ أعني صاحبي الصحيحين ـ إلّا العمل باجتهادهما.
وأعجب من هذا أنّ في رجالهما من لم يثبت تعديله ، وإنّما هو في درجة المجهول ، أو المستور.
قال الذهبي : في ترجمة حفص بن بغيل قال ابن القطان : لا يعرف له حال ولا يعرف ، يعني فهو مجهول العدالة ، ومجهول العين ، فجمع الجهالتين.
قال الذهبي : لم أذكر هذا النّوع في كتابي «الميزان».
__________________
(١) ابن ملجم هو الذي اقترف إثم قتل عليّ رضي الله عنه.