صاحب مكتبة النجاح في النجف الأشرف ـ الجزءين الأوّلين من كتابي : «وسائل الشيعة ومستدركاتها» الّذين بدأ طبعهما مجتمعين ، لأكمّل نفسي بما أدعو الفقهاء إلى التكمّل به ، ولأزداد بهما إدراكا فيما نحن بأشدّ الحاجة إلى إدراكه ، وإنّي لأرى من قراءتي العاجلة لبعض مباحثهما في كتاب الطهارة أنّهما يمنحان المسلم في فقهه ودينه ، ما لا ينبغي له ـ بوصفه طالبا للحق ـ أن يغفل عنه ، ولا أن يحرم نفسه من الأخذ به ، ولا أن يجادل بالهوى والعصبيّة فيه ... الخ.
أقول : وحيث إنّي رأيت الكثيرين من الأساتذة والعلماء يطلبون منّي دوما نشر كتب الشيعة الإمامية بمصر ؛ ويعبّرون عن رغبتهم ، وحاجتهم إلى الاطلاع على كتب هذا المذهب الإسلامي (١) لذلك استخرت الله تعالى في كتابه المجيد للسير نحو هذه الخطوة الإسلامية المقدّسة في مصر فكانت هذه الآية :
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ، وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً.)
واستجابة لاراء العلماء ، والأساتذة الأزهريّين ، بالإضافة إلى التأييد من كلام ربّ العالمين صمّمت على إتيان مصر ، وصرت أمكث فيها أيّاما وشهورا عديدة وفي خلال الفترة التي مكثت فيها بالقاهرة تعرفت على جلّة من الأساتذة والعلماء ، والكتاب ومنهم الأستاذ السمان (٢).
__________________
(١) الأستاذ عبد المتعال الصعيدي صاحب المؤلفات العديدة ومن أساتذة الأزهر الشريف بمصر زرته مرارا في داره وأهديته بعض كتبنا ومطبوعاتنا فتناولها بيده وخاطبني قائلا :
إني أودّ الاطلاع على كتبكم ـ كتب الشيعة الإمامية ـ ولكن الوقت لم يترك لي فرصة. والذي أراه وأستطيع قراء كتبكم هو : أن الكتب التي نقوم بطبعها هنا في مطابع القاهرة ، أن تترك لي مراجعة وتصحيح البروفة الثانية لأقوم بمراجعتها وتصحيحها وبهذه الطريقة استطيع الاطلاع والوقوف على كتبكم التي تطبع بمصر ، ولا أطلب منك أجرة على المراجعة والتصحيح.
(٢) الأستاذ السمان من خريجي الجامعة الأزهرية وتعرفت عليه عام ١٩٥٨ م حينما كان موظفا في إدارة الجامع الأزهر وكان موظفا في تلك الإدارة قسم المجلة ، وكان يكتب عن الكتب التي