__________________
ـ تهدى لمجلة الأزهر ، وكنت أزوره في داره ، في حيّ السيدة زينب إبنة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وألتقي به في المكتبات ، خاصة في مكتبة وهبة في شارع الجمهورية.
وفي أحد الأيام صادفني في الطريق وقال :
أرجو أن يكون غذاؤك ظهر غد عندنا بالمنزل ، فلبيّت طلبه ، وفي اليوم الثاني قصدت داره ، وعند ما وصلت الدار طرقت الباب ، وإذا به يفتحها ويشير لي بالدخول إلى غرفة كان فيها ضيوف ، ولمّا دخلت الغرفة خاطب الضيوف قائلا :
هذا سيد مرتضى الرضوي صاحب مكتبة النجاح في العراق.
ثم أشار بيده إلى أستاذ وقال : ـ بعد أن ذكر اسمه ـ
وهذا الأستاذ صاحب (مكتبة النجاح) في تونس. ثم قال :
وهذا الأستاذ صاحب مكتبة النجاح في ليبيا.
وجلست إلى جنب الأستاذ التونسي وقلت :
إنّي نشرت مجموعة من كتب الشيعة الإماميّة بالقاهرة فقال :
اشتريت منها «أصل الشيعة وأصولها» (*) للإمام كاشف الغطاء من المكتبة المحموديّة بميدان الأزهر ، وكنت قد طبعته في المطبعة العربية بشارع درب الجماميز ، قرب حيّ السيدة زينب (عليهاالسلام).
وبين فترة وأخرى كنت ألتقي بالأستاذ السمان ، وكانت لي معه صحبة ومعرفة كاملة.
وعند ما كان الأستاذ السمان موظفا بإدارة مجلة الأزهر يكتب عن الكتب التي ترد للمجلة وكنت آنذاك قد طبعت كتاب «عبد الله بن سبأ» (**) الطبعة الثانية منه في مطبعة الحاج محمد حلمي
__________________
(*) الطبعة العاشرة منه طبعتها بالقاهرة عام ١٣٧٧ ه ـ ١٩٥٨ م بالمطبعة العربية.
(**) للأستاذ العلّامة المحقق السيد مرتضى العسكري أثبت فيه : أن عبد الله بن سبأ أسطورة واضعها سيف ابن عمر التميمي. وللأستاذ العلامة المحقق الشيخ أسد حيدر بحث رائع حول هذه الأسطورة أوردها في موسوعته المسمّاة : «الإمام الصادق والمذاهب الأربعة». ولكاتب هذه السطور حوار مع الدكتور طه حسين في منزله حول عبد الله بن سبأ.
قال لي الدكتور عند ما أهديته كتاب «عبد الله بن سبأ» الّذي طبعته بالقاهرة :
إن عبد الله بن سبأ شخصية خيالية أوجدها خصوم الشيعة للطعن بهم «ما فيش حاجة اسمها عبد الله بن سبأ» أراد الدكتور طه حسين التعريف به وأنه أسطورة ، وأن الله لم يخلق شخصا بهذا الاسم. وذكر هذا في كتابه : «الفتنة الكبرى» كذا أخبرني الدكتور بذلك.