وفي حديث لي مع الأستاذ الأكبر الشيخ محمد محمد الفحام شيخ الجامع الأزهر الأسبق بمنزله بالقاهرة في شارع الإمام علي ، في ليلة السبت (٢٣ شهر رمضان المبارك عام ١٣٩٥ ه).
قلت لفضيلته :
بصفتكم شيخا للأزهر وقد ترأستم ثلاثة مؤتمرات لعلماء المسلمين وسافرتم إلى معظم البلاد الإسلامية ، ما رأيكم في تقارب وجهات النّظر بين أبناء الأمة الإسلامية على اختلاف مذاهبها؟
أجاب :
__________________
ـ المنياوي بشارع الجيش بالقاهره ، ودفعت عددا منه للأستاذ السمان ليكتب عنه في المجلة ـ مجلة الأزهر ـ فأجاب وكتب.
وكنت ألتقي بالأستاذ السمان في المكتبة العربية بميدان الأوبرا ، وفي مكتبة وهبه بشارع الجمهورية ، والتقيت به مرّة في مطبعة دار المعلّم للطباعة (للأسطة ابراهيم) ، الكائنة في حيّ السيدة زينب عليهاالسلام.
وفي أواخر أيام الرئيس جمال عبد الناصر قبض على الأستاذ السمّان وسجن ، ولما أخبرت ذهبت إلى داره ، وفتحت الباب لي حرمه ، وعند ما دخلت الدار جلست ، وسألتها عن صحتها ، وحالها ، وعن صحة الأستاذ وحاله ، وعن الأولاد فقالت : بخير غير أنّ الأستاذ قبض عليه منذ يومين فأظهرت استعدادي لدفع نقود لها وقلت :
إن كان على الأستاذ دين فيمكنني أن أقوم بتسديده ، وإن كنتم بحاجة إلى نقود لمصارفكم اليومية أنا مستعد أيضا فشكرتني وقالت :
نحن الآن لسنا بحاجة إلى نقود ، وقد ترك الأستاذ لنا مبلغا ، وعندنا مقدار منه. وبعد عشرة أيام مررت ثانيا على دار الأستاذ ، وبعد ما طرقت الباب ، أطلّت عليّ حرم الأستاذ من النافذة ، وبعد التحية كررّت عليها استعدادي بدفع نقود فأجابت بجوابها السابق ، وشكرتني ثم سألتها عن حالها وعن حال الأستاذ ، فأجابت بخير والحمد لله. وبعد أيام غادرت القاهرة وعدت إلى العراق.
والذي دفعني ودعاني إلى المحادثة مع حرم الأستاذ السمّان الحديث الوارد عنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) :
«مثل المؤمنين في توادّهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى» وكلّ الأخلاق الإسلامية ، والفضائل التي دعى المسلمون للتخلق بها كلّها تدعو إلى التحابب ، والتوادد ، والتعاطف.