الأوزاعي ثقة ، حجّة ، وربّما انفرد ووهم ، وحديثه عن الزهري فيه شيء! وقد قال فيه أحمد بن حنبل رأي ضعيف. وحديث ضعيف ـ وكذا تكلم من لم يفهم في الزهري لكونه خضّب بالسواد ، ولبس لبس الجند ، وخدم هشام بن عبد الملك ـ وهذا باب واسع.
ومحمد بن إدريس الشافعي من سارت الركائب بفضله ، ومعارفه ، وثقته ، وأمانته فهو حافظ متثبت نادر الغلط ، ولكن قال أبو عمر بن عبد البر :
روينا عن محمد بن وضّاح قال : سألت يحيى بن معين عن الشافعي فقال : ليس بثقة.
وكلام ابن معين (١) في الشافعي إنما كان من فلتات اللّسان بالهوى ، والعصبية (٢).
فإن ابن معين كان من الحنفية ، وإن كان محدّثا.
وجعفر بن محمد الصادق ، وثقه أبو حاتم ، والنّسائي إلّا أنّ البخاري لم يحتجّ به (٣).
وسعيد بن أبي عروبة : ثقة ، إمام ساء حفظا بآخرته. وحديثه في الكتب إلّا أنّه قدري ـ قاله أحمد بن حنبل.
والوليد بن مسلم : عالم أهل دمشق ثقة حافظ لكنّه يدلّس عن الضعفاء ، وحديثه في الكتب كلّها. انتهى ما نقلناه من هذه الرسالة باختصار.
__________________
(١) يحيى بن معين من كبار أئمة الجرح والتعديل الذين جعلوا قولهم في الرّجال حجة قاطعة.
(٢) أنظر كيف تفعل العصبيّة.
(٣) وإذا كان البخاري لا يحتج بمثل هذا العلم الشامخ فبمن يحتج؟ وانظر ما فعل البخاري بأئمة أهل البيت الذين تجافى الرواية عنهم.