أذنك" ، قال علي رضى الله عنه : فما سمعت شيئا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنسيته.» (١).
٢ ـ روى" محمد بن سعد" في كتاب الطبقات الكبرى بإسناده عن سليمان الأحمسي عن أبيه قال : قال عليّ عليهالسلام : «والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت (٢) ، إنّ ربّي وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا.» (٣).
٣ ـ وإنا لنجد في كتاب الله تعالى آية لم يعمل بها أحد من هذه الأمّة إلا علي بن أبي طالب عليهالسلام ، كما روى ابن جرير الطبري في تفسيره بإسناده عن مجاهد (٤) ، في قوله : (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ
__________________
(١) جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ ه) ، عند تفسيره لقوله تعالى في سورة الحاقة : (لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، ج ٢٩ ، ص ٥٥.
(٢) لا شك أنه ليس مقصود الإمام عليهالسلام من هذا الكلام التفاخر ، فقد كان أبعد الناس عن الفخر والخيلاء ، وإنما قصد من كلامه حثّ المسلمين الجدد وأجيال المسلمين على المجيء إليه لتعلم علوم القرآن لينهلوا من غزير معرفته ، وهذا مثل قوله عليهالسلام «سلوني قل أن تفقدوني!» أي استفيدوا من علمي قبل أن أرتحل إلى جوار ربي فلا تجدونني لتسألوني.
(٣) الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٢ ، ق ٢ ، ص ١٠١.
(٤) مجاهد بن جبر ، من قرّاء التابعين وعلمائهم في التفسير ، نهل من معين عبد الله بن عبّاس فصار من أشهر المفسرين في مكة ، توفي سنة ١٠٤ ه.