هقل (١) نعام تدب بين (٢) السماء والأرض ، حتّى أظلّتنا ، فما عدا ظلّها مركبنا ، حتّى (٣) هطلت بشيء كأفواه القرب ، وشرب فرسي . من تحت حافره ، وملأت مزادي ، وارتويت ، ورويت ، فرسي ، ثمّ عاد فركب بغلته ، وعادت السحابة من حيث جاءت ، وعدت إلى العسكر ، فتركني وانغمس في الناس .
٢٤٣ / ١٢ ـ عن عاصم بن شريك ، عن أبي البختري ، عن أبي عبد الله الصادق ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : «أتى أمير المؤمنين عليه السلام منزل عائشة ، فنادى : «يا فضة ، أئتينا بشيء من ماء نتوضأ به ،» فلم يجبه أحد ، ونادى ثلاثاً ، فلم يجبه أحد ، فولّى عن الباب يريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة عليها السلام ، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول : يا أبا الحسن دونك الماء فتوضأ به . فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه ، فتوضأ ، ثمّ عاد الإِبريق إلى مكانه ، فلمّا نظر إليه رسول الله (ص) قال : «يا عليّ ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنّه الجمان (٤) ؟» .
قال : «بأبي أنت وأمّي ، أتيت منزل عائشة فدعوت فضة تأتينا بماء للوضوء ثلاثاً فلم يجبني أحد ، فوليت ، فإذا أنا بهاتف يهتف وهو يقول : يا عليّ دونك الماء . فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء» .
فقال : «يا عليّ تدري من الهاتف ؟ ومن أين كان الإِبريق ؟»
___________________
(١) الهقل : الغني من النعام . «القاموس المحيط ـ هقل ـ ٤ : ٧١» .
(٢) في م : بدت من .
(٣) في ر : ثم .
١٢ ـ أمالي الصدوق : ١٨٧ نحوه ؛ مائة منقبة لابن شاذان : ٩٩ منقبة ٤٢ نحوه ، عنه معالم الزلفى : ٤١١ ، ومدينة المعاجز : ٩٦ ح ٢٤٦ .
(٤) الجمانة : حبّة تعمل من الفضة كالدرّة ، وجمعها جمان . «الصحاح ٥ : ٢٠٩٢» .