القسم الثاني : الآثار واللوازم العقليّة التي يكون ارتباطها بالمستصحب تكوينيّا وليس بالجعل والتشريع ، كنبات اللحية اللازم تكوينا لبقاء زيد حيّا ، وموته اللازم تكوينا من بقائه إلى جانب الجدار إلى حين انهدامه ، وكون ما في الحوض كرّا اللازم تكوينا من استصحاب وجود كرّ من الماء في الحوض ، فإنّ مفاد ( كان ) الناقصة لازم عقلي لمفاد ( كان ) التامّة ، وهكذا.
القسم الثاني : الآثار العقليّة ، وهي على أنواع :
١ ـ أن تكون اللوازم والآثار العقليّة مترتّبة على نفس المستصحب ، كاستصحاب بقاء زيد حيّا بعد مرور فترة طويلة على غيابه ، فإنّه يثبت بهذا الاستصحاب بقاء حياته ، ولازم بقائه على قيد الحياة هذه الفترة الطويلة كونه كبير السنّ أو ذا لحية.
فإنّ كبر السنّ ونبات اللحية من الآثار التكوينيّة لبقائه على قيد الحياة ، وهذه الآثار ليست شرعيّة بل هي آثار ولوازم تكوينيّة تثبت بالملازمة العقليّة بينها وبين بقائه على قيد الحياة.
٢ ـ أن تكون الآثار واللوازم العقليّة مترتّبة على المستصحب مع الواسطة التكوينيّة ، كاستصحاب بقاء زيد إلى جانب الجدار إلى حين انهدام الجدار ، فإنّ هذا الاستصحاب يثبت وقوع الجدار عند ما كان زيد إلى جانبه.
وأمّا أنّه مات فهذا الأثر إنّما يثبت لو ضممنا إلى وقوع الجدار كونه قد وقع عليه ، وكون هذا الوقوع بحيث يسبّب الوفاة عادة ، فتكون النتيجة أنّه قد مات ، وهذا أثر غير شرعي بل هو أثر تكويني ثبت بالملازمة بينه وبين وقوع الجدار مع ضمّ تلك الوسائط العاديّة.
٣ ـ أن تكون الآثار واللوازم العقليّة مترتّبة مع الواسطة العقليّة ، كاستصحاب وجود كرّ من الماء في الحوض ، فإنّنا إذا كنّا نعلم بوجود كرّ من الماء في الحوض ثمّ أخذنا منه مقدارا من الماء أدّى إلى الشكّ في بقاء الكرّ من الماء في الحوض أو زواله ، فهنا نجري استصحاب وجود كرّ من الماء في الحوض ، ولازم ذلك كون ما في الحوض من الماء كرّا ، فإنّ هذا لازم غير شرعي ، بل هو أثر عقلي لوجود كرّ من الماء في الحوض.
وبعبارة أخرى : أنّ ما ثبت بالاستصحاب هو أصل وجود كرّ من الماء في الحوض ،