٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام يقول إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها.
______________________________________________________
الحديث الثالث : ضعيف على المشهور وربما يعد موثقا.
قوله عليهالسلام بكت عليه الملائكة ... أي الموكلون به أو الأعم ، وقوله عليهالسلام : يعبد الله على بناء المعلوم وما قيل : من احتمال بناء المجهول بعيد ، وبكاء البقاع إما على المجاز والتمثيل كما هو الشائع بين العرب والعجم حيث يعبرون عن شدة المصيبة بأنه بكى لها السماء والأرض ، أو بحذف المضاف أي بكى عليه أهل البقاع من الملائكة والجن والأرواح والمؤمنون ، وكذا بكاء أبواب السماء يحتمل الوجهين ويحتمل أن يكون كناية عن أن يفقده بسوء حال العالم ، وحال أجزائه ، إذ به نظام العالم ، وبفقده تنقص بركات السماء والأرض ، لا سيما ما يتعلق من العالم بالمؤمن نفسه من الملائكة التي كانت مسرورة بخدمته وحفظه ، والبقاع التي كانت معمورة بحركاته وسكناته ، وأبواب السماء كانت مفتوحة لصعود أعماله وحسناته ، وقيل : لعل المراد بأبواب السماء ما يوصل الأعمال إلى مقرها من العلويات ، ويكون وسيلة لوصولها ودخولها وانضباطها فيها ، ملكا كان أو روحا أو نفوسا كاملة شريفة قدسية ، أو قوة أو نفسا علوية ، وبالجملة يراد بالبكاء الحزن الموجب لجري الدموع فينا ، سواء كان هناك مع الحزن جرى الدموع أو لا « انتهى ».
قوله عليهالسلام كحصن : لعل المراد بالحصن أجزاء السور والمراد بالسور سور البلد وبالحصن الموضع الذي يتحصن فيه أهل البلد ، وحمله على المعنى المصدري لا يخلو من بعد لفظا ومعنى.