٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه.
٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان الأحمر ، عن زياد بن أبي رجاء ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا الله أعلم إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض.
______________________________________________________
الحديث الثالث صحيح.
قوله عليهالسلام بغير علم : أي من الله كما للنبي والأئمة عليهالسلام أو هدي من ذي العلم كالعلماء من شيعتهم.
قوله عليهالسلام : لعنته ملائكة الرحمة : لأنه جعل الناس محرومين عن رحمة الله ، وملائكة العذاب لأنه جعلهم مستحقين لها.
قوله عليهالسلام ولحقه وزر من عمل بفتياه : سواء كان العامل وازرا أو معذورا ، ولا ينقص من وزر الوازر شيء ، والفتيا والفتوى ويفتح : ما أفتى به الفقيه.
الحديث الرابع موثق.
قوله عليهالسلام ما علمتم : هذا خطاب مع العلماء من شيعته وأصحابه ، وهم العالمون بكثير من المسائل أو أكثرها بالفعل أو بالقوة القريبة منه.
قوله عليهالسلام إن الرجل : هو كالتعليل لما تقدم وقوله عليهالسلام لينزع (١) الآية ، أي يستخرجها ليستدل بها على مطلوبه ، وقوله عليهالسلام يخر إما حال من الضمير في ينزع أو خبر بعد خبر ، والمعنى أنه يبعد عن رحمة الله أبعد مما بين السماء والأرض ، أو يتضرر به أكثر من الضرر الذي يصل إلى من سقط من السماء إلى الأرض ، وقيل : المعنى أنه يقع في الآية أي في تفسيرها ساقطا على ما هو أبعد عن المراد منها مما بين السماء والأرض.
__________________
(١) كذا في النسخ وفي المتن « لينتزع » كما هو بعينك.