وما دخولهم في الدنيا قال اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم.
٦ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله عمن حدثه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال من طلب العلم ليباهي به
______________________________________________________
منهم ، واتباع السلطان يشمل قبول (١) الولاية منهم على القضاء ونحوه ، والخلطة بهم والمعاشرة معهم اختيارا والرضا بها.
قوله عليهالسلام فاتهموه على دينكم ، أي لا تعتمدوا على فتاويهم وقضاياهم في الدين ولا تسألوهم عن شيء من المسائل.
الحديث السادس مرسل.
قوله عليهالسلام ليباهي : المباهاة والمماراة : المجادلة ، والمراد أن من طلب العلم لتحصيل الرئاسة ومن وجوهها التي يناسب طلب العلم المفاخرة وادعاء الغلبة به وذلك مع العلماء لا يصل إلى النزاع والجدال ، حيث لا يمارون لعلمهم بقبحه ومع الجهال المتلبسين بلباسهم يورث النزاع والجدال ، ومنها صرف وجوه الناس إليه من العالم الرباني فتحصل له الرئاسة (٢).
قوله عليهالسلام فليتبوأ مقعده من النار : أي يتخذها منزلا والأمر للتهكم قال الجزري معناه لينزل منزله في النار ، يقال : بوأه الله منزلا أسكنه إياه وتبوأت منزلا : اتخذته ، وقوله عليهالسلام : إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها دليل لما قبله ، وأهل الرئاسة من أوجب الله على عباده المراجعة إليهم ، والأخذ عنهم والتسليم لهم من أئمة الحق صلوات الله عليهم.
وروى الصدوق في كتاب معاني الأخبار بإسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول : رحم الله عبدا أحيى أمرنا ، فقلت له : وكيف يحيي أمركم؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمه الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لا تبعونا ، قال : فقلت له : يا بن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليهالسلام
__________________
(١) في نسخة : قبوله الولاية.
(٢) وفي نسخة : لتحصل به الرياسة.