تكل كما تكل الأبدان.
٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن نوح بن شعيب النيسابوري ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور ، عن عروة ابن أخي شعيب العقرقوفي ، عن شعيب ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع وعينه
______________________________________________________
لها من الفتور عن الطاعات وعدم الرغبة إلى الحق بسبب الاشتغال بالشهوات ، أو الكسل الذي يحصل لها بكثرة الطاعات ، فإن نفائس الحكمة ينبه النفس وينشطها بل يحييها بعد موتها كما هو المجرب.
الحديث الثاني ضعيف.
قوله عليهالسلام إن العلم ذو فضائل كثيرة : أقول : لما أراد عليهالسلام التنبيه على فضائل العلم شبهه بشخص كامل روحاني له أعضاء وقوي كلها روحانية بعضها ظاهرة وبعضها باطنة ، فالظاهرة كالرأس والعين والأذن واللسان واليد والرجل ، والباطنة كالحفظ والقلب والعقل والهمة والحكمة ، وله مستقر روحاني ومركب وسلاح وسيف وقوس وجيش ومال وذخيرة وزاد ومأوى ودليل ورفيق كلها معنوية روحانية ثم إنه عليهالسلام بين انطباق هذا الشخص الروحاني بجميع أجزائه على هذا الهيكل الجسماني إكمالا للتشبيه ، وإيماء إلى أن العلم إذا استقر في قلب إنسان يملك جميع جوارحه ، ويظهر آثاره من كل منها ، فرأس العلم وهو التواضع يملك هذا الرأس الجسداني ويخرج منه التكبر والنخوة التي هو مسكنها ، ويستعمله فيما يقتضيه التواضع من الانكسار والتخشع وكما أن الرأس البدني بانتفائه ينتفي حياة البدن فكذا بانتفاء التواضع عند الخالق والخلائق تنتفي حياة العلم فهو كجسد بلا روح لا يصير مصدرا لأثر وهاتان الجهتان ملحوظتان في جميع الفقرات ، وذكره يوجب الإطناب وما ذكرناه كاف لأولي الألباب.
قوله عليهالسلام وعينه البراءة من الحسد : لأن العالم إذا حسد يخفى علمه عن