هذا خيشومه وقطع منه حيزومه وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره وصاحب الفقه
______________________________________________________
بالحلقوم من جانب الصدر : إفساد ما هو مناط الحياة والتعيش في الدنيا أو في الدارين والخب بالكسر : الخدعة ، والخبث والغش ، يقال رجل خب وخب بالفتح والكسر أي خداع ، والملق بالتحريك : المداهنة والملاينة باللسان والإعطاء باللسان ما ليس في القلب.
قوله عليهالسلام على مثله : أي من يساويه في العز والمرتبة من أشباهه وهم أهل العلم وطلبته ، وقوله : من دونه أي من غيره يعني من غير صنفه وجنسه ، أو ممن هو دونه ، ومن هو خسيس بالنسبة إليه وهاتان الفقرتان كالتفسير والبيان لخبه وملقه.
قوله عليهالسلام فهو لحلوانهم : في بعض النسخ بالنون وهو بضم الحاء المهملة وسكون اللام : أجرة الدلال والكاهن وما أعطي من نحو رشوة ، والمراد به ههنا ما يعطيه الأغنياء فكأنه أجرة لما يفعله بالنسبة إليه أو رشوة على ما يتوقع منه بالنسبة إليهم ، وفي بعض النسخ لحلوائهم بالهمزة أي لأطعمتهم اللذيذة ، والحطم : الكسر المؤدي إلى الفساد ، يعني يأكل من مطعوماتهم ويعطيهم من دينه فوق ما يأخذ من مالهم ، فلا جرم يحطم دينه ويهدم إيمانه ويقينه.
قوله عليهالسلام خبره : بضم الخاء أي علمه ، أو بالتحريك دعاء عليه بالاستيصال والفناء بحيث لا يبقى له خبر بين الناس ، والأثر بالتحريك ما يبقى في الأرض عند المشي وقطع الأثر إما دعاء عليه بالزمانة كما ذكره الجزري ، أو بالموت فإن أثر المشي من لوازم الحياة ، أو المراد به ما يبقى من آثار علمه بين الناس ، فلا يذكر به والأوسط أظهر ، والكآبة بالتحريك والمد وبالتسكين : سوء الحال والانكسار من شدة الهم