٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي سعيد الزهري ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه.
______________________________________________________
ليغتذي بها أرواح القابلين للتربية وينتفع بها غيرهم أيضا من الذين كالأنعام بل هم أضل سبيلا ، فإنهم أيضا ينتفعون بالعلوم الحقة وإن كان في دنياهم ، كما قال تعالى ( مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) والحاصل على الوجهين أنه ينبغي له أن يأخذ علمه عن أهل بيت النبوة الذين هم مهابط الوحي ، وينابيع الحكمة الآخذين علومهم من رب العزة حتى يصلح أن يصير غذاء لروحه ويحييه حياة طيبة.
الحديث التاسع ضعيف.
قوله عليهالسلام الوقوف عند الشبهة : أي التثبت عند اشتباه الحكم وعدم وضوحه وترك الحكم والفتوى خير من أن يلقي نفسه فجأه في الهلكة ، وهي بالتحريك الهلاك
قوله عليهالسلام لم تروه : صفة لقوله حديثا كنظيره أو حال وهو إما على المجهول من باب الأفعال أو التفعيل أي لم تحمل على روايته ، يقال : رويته الشعر أي حملته على روايته ، وأرويته أيضا ، ويمكن أن يقرأ على المعلوم من أحد البابين أي لم تحمل من تروي له على روايته ، أو على بناء المجرد أي تركك حديثا لم تكن راويا له على حاله فلا ترويه خير من روايتك حديثا لم تحصه ، والإحصاء لغة العد ، ولما كان عد الشيء يلزمه الاطلاع على واحد واحد مما فيه ، استعمل في الاطلاع على جميع ما في شيء والإحاطة العلمية التامة بما فيه فإحصاء الحديث عبارة عن العلم بجميع أحواله متنا وسندا وانتهاء إلى المأخذ الشرعي ، وقوله : حديثا لم تحصه ، إظهار في موضع الإضمار ، لكثرة الاعتناء بشأنه لأنه عبارة أخرى عن معنى قوله : حديثا لم تروه.