٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه عمن ذكره ، عن زيد الشحام ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عز وجل ـ ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) (١) قال قلت ما طعامه قال علمه الذي يأخذه عمن يأخذه.
______________________________________________________
الحديث الثامن مرسل.
قوله تعالى ( إِلى طَعامِهِ ) (٢) بعدها قوله تعالى : ( أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً ، وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) (٣).
قوله عليهالسلام علمه : أقول هذا بطن الآية ولا ينافي كون المراد من ظهرها طعام البدن ، فإنه لما كان ظاهرا لم يتعرض له ، وكما أن البدن محتاج إلى الطعام والشراب لبقائه وقوامه واستمرار حياته كذلك الروح يحتاج في حياته المعنوي بالإيمان إلى العلم والمعارف والأعمال الصالحة ليحيي حياة طيبة ويكون داخلا في قوله تعالى ( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ) ولا يكون من الذين وصفهم الله تعالى في كلامه العزيز في مواضع شتى بأنهم موتي ، ثم إن الغذاء الجسماني لما كان وجوده ونموه بنزول المطر من السماء إلى الأراضي القابلة لتنشق وتنبت منها أنواع الحبوب والثمار ، وألوان الأزهار والأنوار والأشجار والحشائش ، فيتمتع بها الناس والأنعام فكذلك الغذاء الروحاني يعني العلم الحقيقي إنما يحصل بأن تفيض أمطار العلم والحكمة من سماء الرحمة ـ وهو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث سماه الله تعالى سماء وأقسم به في مواضع من القرآن ، وبه فسر قوله تعالى ( وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) وفسر البروج بالأئمة عليهالسلام على أراضي القلوب القابلة للعلم والحكمة ، فينبت الله تعالى فيها أنواع ثمرات العلم والحكمة أو على قلوب الأئمة عليهالسلام ، فإنهم شجرة النبوة ليثمروا أنواع ثمرات العلم والحكمة
__________________
(١) سورة عبس : ٢٤.
(٢) سورة الأنعام : ١٢٢.
(٣) سورة البروج : ١.