قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدي من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته حمال خطايا غيره رهن بخطيئته.
ورجل قمش جهلا في جهال الناس عان بأغباش الفتنة قد سماه أشباه الناس عالما ولم يغن فيه يوما سالما.
______________________________________________________
فإن الشعف بالمهملة شدة الحب وإحراقه القلب ، واللهج بالشيء محركة : الولوع فيه والحرص عليه ، أي هو حريص على الصوم والصلاة وبذلك يفتتن به الناس وقوله عليهالسلام عن هدى من كان قبله ، إما بفتح الهاء وسكون الدال أو بضم الهاء وفتح الدال ، والأول بمعنى السيرة والطريقة.
قوله عليهالسلام رهن : وفي بعض النسخ رهين ، قال المطرزي هو رهن بكذا ورهين به أي مأخوذ به ، والقمش جمع الشيء من ههنا وههنا ، وكذا التقميش ، وذلك الشيء القماش ، والمراد بالجهل ما أخذ من غير المأخذ الشرعي ، بل بالأوهام والاستحسانات والقياسات أو روايات غير ثابتة عن الحجة.
قوله عليهالسلام : عان بأغباش الفتنة : كذا في أكثر النسخ بالعين المهملة والنون من قولهم عني فيهم أسيرا أي أقام فيهم على إساره واحتبس ، وعناه غيره حبسه ، والعاني الأسير أو من عني بالكسر بمعنى تعب ، أو من عني به فهو عان أي اهتم به واشتغل ، وفي بعض النسخ بالغين المعجمة من غني بالمكان كرضى أي أقام به ، أو من غني بالكسر أيضا بمعنى عاش ، وفي أكثر نسخ النهج والإرشاد وغيرهما غار بالغين المعجمة ولراء المهملة المشددة ، وفي بعض نسخ النهج بالعين المهملة والدال المهملة من العدو بمعنى السعي أو من العدوان ، والغبش محركة ظلمة آخر الليل ، والإضافة من قبيل لجين الماء أو لامية ، والمراد بأشباه الناس : الجهال والعوام ، لخلوهم عن معنى الإنسانية وحقيقتها.
قوله عليهالسلام ولم يغن فيه : قال في النهاية في حديث علي عليهالسلام ورجل سماه الناس عالما ولم يغن في العلم يوما تاما من قولك غنيت بالمكان أغنى إذا قمت به « انتهى ».
قوله عليهالسلام سالما : أي من النقص بأن يكون نعتا لليوم كما في روايات المخالفين