٧ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي شيبة الخراساني قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحق إلا بعدا وإن دين الله لا يصاب بالمقاييس.
______________________________________________________
ليس هو أهل لما ادعاه من علم الحق الذي من أجله سبق الناس ، وتقدم عليهم بالرئاسة والحكومة وربما يقرأ بالتشديد أي ليس هو من أهل العلم كما يدعيه لما فرط فيه وقصر عنه ، وفي الإرشاد : ولا يندم على ما منه فرط ، وليست هذه الفقرة في النهج أصلا ، وقال ابن أبي الحديد : في كتاب ابن قتيبة ولا أهل لما فرط به ، أي ليس بمستحق للمدح الذي مدح به ، وقال : فإن قيل : تبينوا الفرق بين الرجلين الذين أحدهما وكله الله إلى نفسه والآخر رجل قمش جهلا؟ قيل أما الرجل الأول فهو الضال في أصول العقائد كالمشبه والمجبر ونحوهما ، ألا تراه كيف قال : مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة ، وهذا يشعر بما قلناه من أن مراده به التكلم في أصول الدين وهو ضال عن الحق ، ولهذا قال : إنه ضال عن هدى من كان قبله ، وأما الرجل الثاني فهو المتفقة في فروع الشرعيات وليس بأهل لذلك ، ألا تراه كيف يقول : جلس بين الناس قاضيا « انتهى » أقول : ويمكن الفرق بأن يكون المراد بالأول من نصب نفسه لمناصب الإفادة والإرشاد ، وبالثاني من تعرض للقضاء والحكم بين الناس ، ولعله أظهر ، ويحتمل أيضا أن يكون المراد بالأول العباد المبتدعين في العمل والعبادة كالمتصوفة والمرتاضين بالرياضات الغير المشروعة ، وبالثاني علماء المخالفين ومن يحذو حذوهم حيث يفتون الناس بالقياسات الفاسدة والآراء الواهية ، وفي الإرشاد وأن أبغض الخلق عند الله رجل وكله إلى نفسه ، إلى قوله رهين بخطيئته قد قمش جهلا فالأكل صفة لصنف واحد.
الحديث السابع : ضعيف على المشهور ويشمل جميع أنواع القياس حتى منصوص العلة والقياس بطريق الأولى ، وأكثر الأصحاب أخرجوهما ، والكلام فيه موكول إلى آخر مجلدات كتابنا الكبير إن شاء الله القدير.