فيسلم ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ـ تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء يستحل بقضائه الفرج الحرام ويحرم بقضائه الفرج الحلال لا مليء بإصدار ما عليه ورد ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق
______________________________________________________
قوله عليهالسلام بضرس قاطع : كناية عن عدم إتقانه للقوانين الشرعية وإحاطته بها يقال لم يعض فلان على الأمر الفلاني بضرس : إذا لم يحكمه.
قوله عليهالسلام يذري الروايات ذرو الريح الهشيم : قال الفيروزآبادي : ذرت الريح الشيء ذروا وأذرته وذرته أطارته وأذهبته ، وقال : الهشيم : نبت يابس متكسر ، أو يابس كل كلاء وكل شجر ، ووجه التشبيه صدور فعل بلا روية من غير أن يعود إلى الفاعل نفع وفائدة ، فإن هذا الرجل المتصفح للروايات ليس له بصيرة بها ولا شعور بوجه العمل بها ، بل هو يمر على رواية بعد أخرى ، ويمشي عليها من غير فائدة كما أن الريح التي تذري الهشيم لا شعور لها بفعلها ، ولا يعود إليها من ذلك نفع ، وإنما أتى الذر ومكان الإذراء لاتحاد معنييهما ، وفي بعض الروايات يذر الرواية قال الجزري : يقال ذرته الريح وأذرته تذروه وتذريه إذا أطارته ومنه حديث علي عليهالسلام يذروا الرواية ذرو الريح الهشيم ، أي يسرد الرواية كما تنسف الريح هشيم النبت ، وأما بكاء المواريث وصراخ الدماء فالظاهر أنهما على الاستعارة ولطفهما ظاهر ، فيحتمل حذف المضاف أي أهل المواريث وأهل الدماء.
قوله عليهالسلام لا مليء : المليء بالهمز : الثقة الغني ، والإصدار الإرجاع ، أي ليس له من العلم والثقة قدر ما يمكن أن يصدر عنه انحلال ما ورد عليه من الإشكالات والشبهات قال الجزري : المليء بالهمزة الثقة الغني ، وقد ملؤ فهو مليء بين الملاءة بالمد ، وقد أولع الناس بترك الهمزة وتشديد الياء ، ومنه حديث علي عليهالسلام لا مليء والله بإصدار ما عليه ورد.
قوله عليهالسلام ولا هو أهل لما منه فرط : فرط ـ بالتخفيف ـ بمعنى سبق وتقدم ، أي