ثم قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في شيء مما أنكر ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له لا يعلم ثم جسر فقضى فهو مفتاح عشوات ركاب شبهات خباط جهالات لا يعتذر مما لا يعلم
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : ثم قطع ، أي جزم ، وفي النهج « به » وفي غيره « عليه ».
قوله عليهالسلام : فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت : اللبس بفتح اللام وأصله اختلاط الظلام أو بالضم بمعنى الإلباس كذا قيل ، وقال ابن ميثم : وجه هذا التمثيل أن الشبيهات التي تقع على ذهن مثل هذا الموصوف إذا قصد حل قضية مبهمة تكثر فتلتبس على ذهنه وجه الحق منها ، فلا يهتدي له لضعف ذهنه فتلك الشبهات في الوهن تشبه نسج العنكبوت وذهنه فيما يشبه الذباب الواقع فيه فكما لا يتمكن الذباب من خلاص نفسه من شباك العنكبوت لضعفه كذلك ذهن هذا الرجل لا يقدر على التخلص من تلك الشبهات.
أقول : ويحتمل أيضا أن يكون المراد تشبيه ما يلبس على الناس من الشبهات بنسج العنكبوت لضعفها وظهور بطلانها ، لكن تقع فيها ضعفاء العقول فلا يقدرون على التخلص منها لجهلهم وضعف يقينهم والأول أنسب بما بعده.
قوله لا يحسب العلم : بكسر السين من الحسبان أي يظن أن العلم منحصر فيما يعلم ، أو بضم السين من الحساب أي لا يعد ما ينكر علما.
قوله : لا يرى أن ما وراء ما بلغ مذهبا : أي أنه لوفور جهله يظن أنه بلغ غاية العلم فليس بعد ما بلغ إليه فكره لأحد مذهب ، وموضع تفكر.
قوله عليهالسلام فهو مفتاح عشوات : أي يفتح على الناس ظلمات الشبهات والجهالات ، ويركب الشبهات زعما منه أنه توصله إلى الحق.
قوله عليهالسلام خباط جهالات ... الخبط : المشي على غير استواء ، أي خباط في الجهالات أو بسببها.