البيضة فأكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال حسبي يا ابن رسول الله وانصرف إلى منزله وغدا عليه الديصاني فقال له. يا هشام إني جئتك مسلما ولم أجئك
______________________________________________________
المعنى الأعم أنه قنع بالجواب ولم يراجع فيه باعتراض.
الثاني : أن يكون المعنى أن الذي يقدر على أن يدخل ما تراه العدسة لا يصح أن ينسب إلى العجز ، ولا يتوهم فيه أنه غير قادر على شيء أصلا ، وعدم قدرته على ما ذكرت ليس من تلقاء قدرته لقصور فيها ، بل إنما ذلك من نقصان ما فرضته حيث أنه محال ليس له حظ من الشيئية والإمكان ، فالغرض من ذكر ذلك بيان كمال قدرته تعالى حتى لا يتوهم فيه عجز.
الثالث : أن المعنى أن ما ذكرت محال وما يتصور من ذلك إنما هو بحسب الوجود الانطباعي ، وقد فعله فما كان من السؤال له محمل ممكن فهو تعالى قادر عليه ، وما أردت من ظاهره فهو محال لا يصلح لتعلق القدرة به.
الرابع : وهو الأظهر أن السائل لما كان قاصرا من فهم ما هو الحق ، معاندا فلو أجاب عليهالسلام صريحا بعدم تعلق القدرة به له لتشبث بذلك ولج وعاند فأجاب عليهالسلام بجواب متشابه له وجهان ، لعلمه عليهالسلام بأنه لا يفرق بين الوجود العيني والانطباعي ، ولذا قنع بذلك ورجع.
ولذا أجابوا عليهالسلام غيره من السائلين بالحق الصريح ، كما رواه الصدوق في التوحيد بسند صحيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن إبليس قال لعيسى بن مريم عليهالسلام أيقدر ربك على أن يدخل الأرض بيضة لا تصغر الأرض ولا تكبر البيضة؟ فقال عيسى عليهالسلام : ويلك إن الله لا يوصف بعجز ، ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم البيضة ، وروي بسند آخر عنه عليهالسلام أنه قال : قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة؟ قال : إن الله تبارك وتعالى لا ينسب إلى العجز ، والذي سألتني لا يكون ، وروي أيضا بسند آخر عنه عليهالسلام أنه قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : أيقدر الله أن يدخل الأرض في بيضة ولا متقاضيا