إلى إثبات معنى وأنه شيء بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة ولا يحس
______________________________________________________
تعالى هو الذي يحق أن يقال أنه شيء أو موجود ، لكون وجوده بذاته ممتنع الانفكاك عنه ، وغيره تعالى في معرض الفناء والعدم ، وليس وجودهم إلا من غيرهم ، أو المراد أنه تجب معرفته بمحض أنه شيء إلا أن يثبت له حقيقة معلومة مفهومة يتصدى لمعرفتها ، فإنه يمتنع معرفة كنه ذاته وصفاته تعالى.
وقيل : إشارة إلى أن الشيئية أي الوجود أو ما يساوقه عين ذاته تعالى فهي شيئية قائمة بذاتها كما أن حقيقة الوجود المجهول الكنه المعلوم بالوجه بديهة عينه تعالى ، وهو وجود قائم بنفسه ، فهو تعالى شيء بحقيقة الشيئية التي هي عينه كما أنه موجود بحقيقة الوجود الذي هو عينه ، بخلاف ما عداه من الممكنات المعلولة ، فإنه شيء بالانتساب إلى الشيئية الحقيقية كما أنه موجود بالانتساب إلى حضرة الوجود ، لا موجود بنفس الوجود ، وإن لم يكن حقيقة ذلك الانتساب معلوما لنا ، أو معناه أن الشيئية لا يمكن انتزاعها منه تعالى انتزاعا بتجرد ذاته عن الشيئية ولو في اللحاظ العقلي ، بل ذاته بذاته حيثيته انتزاع الشيئية منه ، كما أن ذاته بذاته حيثيته انتزاع الوجود منه ، فهو كما أنه موجود بذاته شيء بذاته ، وهذا معنى عينية الشيئية والوجود لذاته تعالى عند جماعة من المحققين بخلاف المهيات الممكنة فإنها كما تصير في اللحاظ العقلي مجردة عن الوجود وبعقل غير مخلوطة به ولا تكون بذاتها حيثيته انتزاع الوجود ، بل إنما جعلها الجاعل بحيث يصح انتزاعه منها كذلك تصير في اللحاظ العقلي مجردة عن الشيئية وتعقل غير مخلوط بها ولا تكون بذاتها حيثيته انتزاع الشيئية بل إنما جعلها الجاعل بحيث يصح انتزاعها منها فهي كما أنها موجود بغيرها شيء بغيرها ، ثم لما بين عليهالسلام أنه شيء بحقيقة الشيئية نفي عنه جميع ما عداه من ذوات الممكنات المعلولة كالجسم والصورة وأمثالها ، وصفاتها كالإحساس والإجساس ونحو ذلك لأن الممكن لا يكون شيئا بحقيقة الشيئية ، بل إنما يكون شيئا بالانتساب إلى الشيئية أو بالاتصاف بها بجعل الجاعل لا بذاته ، فظهر أن نفي الجسم والصورة ونفي