٢ ـ محمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن سعيد قال سئل أبو جعفر الثاني عليهالسلام يجوز أن يقال لله إنه شيء قال نعم يخرجه من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه.
٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي المغراء رفعه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال قال إن الله خلو من خلقه وخلقه خلو منه وكل ما وقع عليه
______________________________________________________
قائمة بالذهن ، ومعانيها مهيات كلية قابلة للاشتراك والانقسام ، فهو بخلاف الأشياء ، وقوله عليهالسلام إنما يتعقل (١) شيء إعادة للمدعي بعنوان الحصر ، ونتيجة للدليل.
الحديث الثاني : ضعيف.
قوله : حد التعطيل : هو عدم إثبات الوجود والصفات الكمالية والفعلية والإضافية له تعالى ، وحد التشبيه الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات وعوارض الممكنات.
الحديث الثالث : مرفوع.
قوله عليهالسلام : خلو من خلقه ، والخلو بكسر الخاء وسكون اللام الخالي ، فقوله :خلو من خلقه أي من صفات خلقه ، أو من مخلوقاته ، فيدل على نفي ما ذهبت إليه الأشاعرة من الصفات الموجودة الزائدة لأنها لا بد أن يكون مخلوقة لله تعالى ، بانضمام المقدمتين الأخيرتين المبنيتين على التوحيد ، واتصافه بمخلوقه مستحيل ، لما تقرر من أن الشيء لا يكون فاعلا وقابلا لشيء واحد ، وأيضا الفاقد للشيء لا يكون معطيا له ، وكذا يدل على نفي ما ذهبت إليه الكرامية من اتصافه سبحانه بالصفات الموجودة الحادثة ، وعلى نفي ما ذهب إليه بعض الصوفية من عروض المهيات الممكنة للوجود القائم بالذات تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
قوله : وخلقه خلو منه : أي من صفاته أو المراد أنه لا يحل في شيء بوجه من الوجوه ، فينفى كونه عارضا لشيء أو حالا فيه أو متمكنا فيه ، إذ ما من شيء إلا وهو مخلوق له بحكم المقدمتين الأخيرتين ، فيدل على نفي قول النصارى القائلين بأنه
__________________
(١) وفي المتن « إنما يتوهم شيء .... » كما هو بيمينك ، ولعله من باب النقل بالمعنى.