اسم شيء فهو مخلوق ما خلا الله
______________________________________________________
سبحانه جوهر واحد ثلاثة أقانيم هي الوجود والعلم والحياة المعبر عنها عندهم بالأب والابن وروح القدس ، ويقولون : الجوهر : القائم بنفسه ، والأقنوم : الصفة ، وجعل الواحد ثلاثة إما جهالة محضة ، أو ميل إلى أن الصفات عين الذات ، لكنه لا يستقيم ذلك مع سائر كلماتهم واقتصارهم على العلم والحياة دون القدرة وغيرها جهالة أخرى وكأنهم يجعلون القدرة راجعة إلى الحياة ، والسمع والبصر إلى العلم ، ثم قالوا : الكلمة وهي أقنوم العلم اتحدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته ، بطريق الامتزاج كالخمر بالماء عند الملكائية ، وبطريق الإشراق كما تشرق الشمس من كوة على بلور عند النسطورية وبطريق الانقلاب لحما ودما بحيث صار الإله هو المسيح عند اليعقوبية ، ومنهم من قال : ظهر اللاهوت بالناسوت كما يظهر الملك في صورة البشر ، وقيل : تركبت اللاهوت والناسوت كالنفس مع البدن ، وقيل : إن الكلمة قد تداخل الجسد فيصدر عنه خوارق العادات ، وقد تفارقه فتحله الآلام والآفات إلى غير ذلك من الهذيانات ، وينفي أيضا مذهب بعض الغلات القائلين بأنه لا يمتنع ظهور الروحاني بالجسماني كجبرئيل في صورة دحية الكلبي ، وكبعض الجن والشياطين في صورة الأناسي ، فلا يبعد أن يظهر الله تعالى في صورة بعض الكاملين ، وأولى الناس بذلك أمير المؤمنين وأولاده المخصوصون الذين هم خير البرية في العلم والكمالات العلمية والعملية فلهذا كان يصدر عنهم من العلوم والأعمال ما هو فوق الطاقة البشرية ، وينفى أيضا مذاهب أكثر الصوفية فإن بعضهم يقال : بأن السالك إذا أمعن في السلوك وخاض لجة الوصول فربما يحل الله ـ سبحانه وتعالى عما يقولون ـ فيه كالنار في المجمر ، بحيث لا تمايز أو يتحد به بحيث لا اثنينية ولا تغاير وصح أن يقول ، هو أنا وأنا هو ، وحينئذ يرتفع الأمر والنهي ، ويظهر منه من الغرائب والعجائب ما لا يتصور من البشر ، ويظهر من كلام بعضهم أن الواجب تعالى هو الموجود المطلق ، وهو واحد لا كثرة فيه أصلا ، وإنما الكثرة في الإضافات والتعينات التي هي بمنزلة الخيال والسراب ، إذا لكل في الحقيقة واحد يتكرر على المظاهر ، لا بطريق