بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال للزنديق حين سأله ما هو قال هو شيء بخلاف الأشياء ارجع بقولي إلى إثبات معنى وأنه شيء بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا تغيره الأزمان فقال له السائل فتقول إنه سميع بصير قال هو سميع بصير سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ليس قولي إنه سميع يسمع بنفسه وبصير يبصر بنفسه أنه شيء والنفس شيء آخر ولكن
______________________________________________________
قوله : فتقول إنه سميع : إيراد على قوله عليهالسلام لا جسم يعني أن له سمعا وبصرا فكيف لا يكون جسما ، أو قلت إنه لا بد من العلم به بمحض الشيئية وقلت لا تدركه الأوهام فهل تثبت له من الصفات شيئا أم لا فأجاب عليهالسلام : بأنا نثبت الصفات على وجه لا يشابه بها المخلوقات ولا يوجب له الاشتراك مع غيره لا في حقيقة الصفات ، لأن غيره سميع بجارحة بصير بآلة وهو تعالى يسمع ويبصر ، أي يعلم المسموعات والمبصرات لا بجارحة ولا بآلة ولا بصفة زائدة على ذاته ، ليلزم علينا أن يكون له مجانس أو مشابه بل هو سميع بنفسه وبصير بنفسه ثم أشار عليهالسلام إلى رفع توهم آخر وهو أن يقال : قولكم يسمع بنفسه يستدعي المغايرة بين الشيء ونفسه ، لمكان باء السببية أو الآلية أو يقال حمل شيء على شيء أو صدقه عليه مما يستدعي مغايرة ما بين الموضوع والمحمول ، فإذا قلنا إنه سميع بنفسه يتوهم أن المشار إليه بأنه شيء والسميع بنفسه شيء آخر ، فقال : ليس قولي سميع بنفسه « إلخ » والمراد أن الضرورة دعت إلى إطلاق مثل هذه العبارات للتعبير عن نفي الكثرة عن ذاته حين كون الإنسان مسئولا يريد إفهام السائل في المعارف الإلهية فإنه يضطر إلى إطلاق الألفاظ الطبيعية والمنطقية التي تواطأ عليها الناس وهو المراد بقوله عليهالسلام : ولكني أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسئولا أي أردت التعبير عما في نفسي من الاعتقاد في هذه المسألة بهذه العبارة الموهمة للكثرة لضرورة التعبير عما في نفسي إذ كنت مسئولا ، ولضرورة إفهام