وليس قولي الله إثبات هذه الحروف ألف ولام وهاء ولا راء ولا باء ولكن ارجع
______________________________________________________
نظرنا إلى العباد علمنا أن لهم معبودا ، ولما أبصرنا وله الأشياء وتضرعها وافتقارها علمنا أن لها إلها ، فنعرف أن في الوجود ربا معبودا وإلها قيوما ، ثم إنه لما كان كثير من المتكلمين توهموا أن الاسم عين المسمى كما سيأتي أشار عليهالسلام هنا إلى إزاحة هذا الوهم بأنه ليس المراد بقولي : الله أو الرب إثبات هذه الحروف ليلزم تركبه سبحانه ويقدح في توحيده ، فإنه ليس المقصود بقوله هو الله إنه هذه الحروف ألف ، ولام ، وهاء ، ولا بقوله : هو الرب أنه راء وباء ، ولكن إثبات معنى أي صفة فعلية هو خالق الأشياء وصانعها ، فيعرف أنه موصوف بالصفة الفعلية ، وهذه حروف وضعت للموصوف بهذه الصفة ، فينتقل منها إليه وليست هو هي فإن نعت هذه الحروف وهو المعنى.فقوله : ونعت ، مبتدأ مضاف إلى قوله هذه ، وخبره الحروف ، والمعنى أن نعت هذه الحروف التي في الله ورب ، إنها حروف ، وأنها ألف ، لام ، هاء ، راء ، باء ، وهو أي المقصود إثباته المعنى سمي به أي سمي المعنى بالاسم الذي هو هذه الحروف ، فتذكير الضمير باعتبار الاسم ، وقوله : الله والرحمن ، مبتدأ خبره من أسمائه ، هذا أحد الوجوه في حل هذه العبارة ، والوجه الآخر أن يقرأ نعت بالجر عطفا على معنى ، فيكون المراد : أن المرجع في حمل المعنى الإشارة إلى شيء ومعنى هو خالق الأشياء وصانعها ، وإلى نعت هذه الحروف بإزائها ، وهو المعنى أي ذلك النعت هو معنى هذه الحروف ، سمي بذلك المعنى ذات الله كما سمي بالرحمن والرحيم ونظائر ذلك من أسمائه الحسنى وصفاته العليا ، فقوله الله أقيم مقام المفعول الأول لسمي وقوله : الرحمن وما عطف عليه مبتدأ خبره قوله من أسمائه ، وهو المعبود أي ذاته المسمى باسم الله ، وسائر الأسماء هو المعبود دون الأسماء ، وقيل : نعت مجرور معطوف على شيء وهو مضاف إلى الحروف ، أي الصفة التي وضعت لها هذه الحروف ، وهو راجع إلى مرجع ضمير هو في كلام السائل أو هو ضمير شأن ، وعلى الأول المعنى خبر المبتدأ وجملة سمي به خبر بعد خبر ، وعلى الثاني المعنى مبتدأ وسمي به خبره وعلى التقديرين