إلى معنى وشيء خالق الأشياء وصانعها ونعت هذه الحروف وهو المعنى سمي به الله والرحمن والرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود جل وعز.
قال له السائل فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا قال أبو عبد الله عليهالسلام لو كان
______________________________________________________
ضمير به راجع إلى النعت ، والله مبتدأ ومن أسمائه خبر.
قوله عليهالسلام ونعت هذه الحروف « إلخ » : ومنهم من قرأ نعت بالجر عطف على الأشياء أو ضمير صانعها على مذهب من جوزه بدون إعادة الجار ، وحينئذ الإضافة إما لامية والمراد بنعتها تركيبها القائم بها ، وإما بيانية أي خالق النعت الذي هو هذه الحروف ، فإن أسماءه تعالى مخلوقة ونعوت له ، وقال الفاضل الأسترآبادي : الحروف مبتدأ ونعت خبره ، مقدم عليه ، أي هذه الحروف نعت وصفة دالة على ذاته ، وفي توحيد الصدوق هكذا إلى معنى هو شيء خالق الأشياء وصانعها ، وقعت عليه هذه الحروف ، وهو المعنى الذي يسمى به وهو أصوب ، أي هو شيء أطلقت عليه هذه الحروف ، وضمير به راجع إلى الاسم ، والله مع ما بعده جملة أخرى ، أو لفظ الجلالة مفعول مقام الفاعل ليسمى ، لكونه على المشهور اسم الذات ، فالمراد بالمعنى مدلول الحروف ومفهومات الأسماء.
قوله : فإنا لم نجد موهوما « إلخ » : أي فلم نجد المدرك بالوهم إلا مخلوقا لما ذكرت أنه لا تدركه الأوهام ، فما يحصل في الوهم يكون مخلوقا وما لا يحصل في الوهم لا يكون مدركا للوهم؟ فأجاب عليهالسلام بأن كل مدرك للوهم لو كان حاصلا بحقيقته في الوهم لكان التوحيد عنا مرتفعا ، لأنا لم نكلف أي بمعرفة غير موهم ، وفي التوحيد لم نكلف أن نعتقد غير موهوم ، أي لا نكلف ما لا ندركه بالوهم ولكن ليس الإدراك بالوهم مستلزما لحصول حقيقة المدرك في الوهم ، ونقول : كل موهوم مدرك بالحواس بإحدى الجهتين أو لهما أن تحده الحواس وتحيط به بحقيقته ، وثانيتهما أن تمثله بصورته وشبحه فهو مخلوق ، أما الجهة الأولى فلان حصول الحقيقة بعد النفي ونفيها بعد الحصول في الوهم إبطال وعدم للحقيقة ، وكلما يطرء عليه العدم أو يكون معدوما يكون ممكن الوجود محتاجا إلى الفاعل الصانع له ، فلا يكون مبدءا أو لا ، وأما الجهة الثانية أي الحصول