وكلها غيره. يا هشام الخبز اسم للمأكول والماء اسم للمشروب والثوب اسم للملبوس والنار اسم للمحرق أفهمت. يا هشام فهما تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله
______________________________________________________
يكون المعنى أن العقل لما حكم بالمغايرة فمن توهم الاتحاد إن جعل هذه الحروف معبودا بتوهم أن الذات عينها ، فلم يعبد شيئا أصيلا إذ ليس لهذه الأسماء بقاء واستمرار وجودا لا بتبعية النقوش في الألواح أو الأذهان ، وإن جعل المعبود مجموع الاسم والمسمى فقد أشرك وعبد مع الله غيره ، وإن عبد الذات الخالص فهو التوحيد ، وبطل الاتحاد بين الاسم والمسمى ، والأول أظهر ، ويحتمل أن يكون المراد بالمألوه من له إلا له كما يظهر من بعض الأخبار أنه يستعمل بهذا المعنى ، كقوله عليهالسلام : كان إلها إذ لا مألوه وعالما إذ لا معلوم فالمعنى أن الإله يقتضي نسبة إلى غيره ولا يتحقق بدون الغير ، والمسمى لا حاجة له إلى غيره ، فالاسم غير المسمى ، ثم استدل عليهالسلام على المغايرة بوجهين آخرين : « الأول » : أن لله تعالى أسماء متعددة فلو كان الاسم عين المسمى لزم تعدد الآلهة لبداهة مغايرة تلك الأسماء بعضها لبعض ، قوله : ولكن الله أي ذاته تعالى لا هذا الاسم « الثاني » : أن الخبز اسم لشيء يحكم عليه بأنه مأكول ، ومعلوم أن هذا اللفظ غير مأكول ، وكذا البواقي ، وقيل : إن المقصود من أول الخبر إلى آخره بيان المغايرة بين المفهومات العرضية التي هي موضوعات تلك الأسماء وذاته تعالى الذي هو مصداق تلك المفهومات ، فقوله عليهالسلام : والإله يقتضي مألوها معناه أن هذا المعنى المصدري يقتضي أن يكون في الخارج موجود هو ذات المعبود الحقيقي ، ليدل على أن مفهوم الاسم غير المسمى والحق تعالى ذاته نفس الوجود الصرف بلا مهية أخرى ، فجميع مفهومات الأسماء والصفات خارجة عنه ، فصدقها وحملها عليه ليس كصدق الذاتيات على المهية إذ لا مهية له كلية ولا كصدق العرضيات إذ لا قيام لأفرادها بذاته تعالى ، ولكن ذاته تعالى بذاته الأحدية البسيطة مما ينتزع منه هذه المفهومات ، وتحمل عليه ، فالمفهومات كثيرة والجميع غيره ، فيلزم من عينية تلك المفهومات تعدد الآلهة.
قوله : الخبز اسم للمأكول ، حجة أخرى على ذلك ، فإن مفهوم المأكول اسم