علما و ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) و ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ).
٣ ـ أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن سيف ، عن محمد بن عبيد قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليهالسلام أسأله عن الرؤية وما ترويه العامة والخاصة ـ وسألته أن يشرح لي ذلك فكتب بخطه اتفق الجميع لا تمانع بينهم أن المعرفة من جهة الرؤية ضرورة فإذا جاز أن يرى الله بالعين وقعت المعرفة ضرورة ـ ثم
______________________________________________________
الجسمانية ، لها دون العقلية بعيد عن العقل مستغرب وأشار عليهالسلام إلى أن كل ما ينفى العلم بكنهه تعالى من السمع ينفى الرؤية أيضا ، فإن الكلام ليس في رؤية عرض من إعراضه تعالى بل في رؤية ذاته وهو نوع من العلم بكنهه تعالى.
الحديث الثالث : مجهول.
واعلم أن الناظرين في هذا الخبر قد سلكوا مسالك شتى في حلها ولنذكر بعضها : « الأول » هو الأقرب إلى الأفهام وإن كان أبعد من سياق الكلام ، وكان الوالد العلامة قدس الله روحه يرويه عن المشايخ الأعلام وتقريره على ما حرره بعض الأفاضل الكرام هو أن المراد أنه اتفق الجميع أي جميع العقلاء من مجوزي الرؤية ومحيلها لا تمانع وتنازع بينهم على أن المعرفة من جهة الرؤية ضرورة ، أي كل ما يرى يعرف بأنه على ما يرى وأنه متصف بالصفات التي يرى عليها ضرورة فحصول معرفة المرئي بالصفات التي يرى عليها ضروري وهذا الكلام يحتمل وجهين : أحدهما كون قوله من جهة الرؤية خبرا أي إن المعرفة بالمراد يحصل من جهة الرؤية ضرورة ، وثانيهما : تعلق الظرف بالمعرفة وكون قوله ضرورة خبرا أي المعرفة الناشئة من جهة الرؤية ضرورة ، أي ضرورية ، والضرورة على الاحتمالين يحتمل الوجوب والبداهة ، وتقرير الدليل : أن حصول المعرفة من جهة الرؤية ضروري ، فلو جاز أن يرى الله سبحانه بالعين وقعت المعرفة من جهة الرؤية عند الرؤية ضروري ، فلو جاز أن يرى الله سبحانه بالعين وقعت المعرفة من جهة الرؤية عند الرؤية ضرورة ، فتلك المعرفة لا تخلو من أن يكون إيمانا أو لا يكون إيمانا وهما باطلان ، لأنه إن كانت إيمانا لم تكن المعرفة الحاصلة في الدنيا من جهة الاكتساب إيمانا لأنهما متضادان فإن المعرفة الحاصلة بالاكتساب أنه ليس بجسم وليس في مكان و