يقولون إنه أجوف إلى السرة والبقية صمد فخر ساجدا لله ثم قال سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك فمن أجل ذلك وصفوك سبحانك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن يشبهوك بغيرك اللهم لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ولا أشبهك بخلقك أنت أهل لكل خير فلا تجعلني من القوم الظالمين ثم التفت إلينا فقال ما توهمتم من شيء فتوهموا الله غيره ثم قال نحن آل محمد النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي يا محمد إن رسول الله
______________________________________________________
وقف يديها بالحناء أي نقطها ، وبالجملة المراد بالموقف هنا المزين بأي زينة كانت وأما نسبة هذا القول إلى هؤلاء الأكابر فسيأتي القول فيه ، ولعله عليهالسلام إنما تعرض لإبطال القول ولم يتعرض لإبطال نسبته إلى القائلين لنوع من المصلحة ، وفي التوحيد بعد قوله : من أبناء ثلاثين سنة ، رجلاه في خضرة.
قوله : النمط الأوسط : قال الجزري في حديث علي عليهالسلام : خير هذه الأمة النمط الأوسط ، النمط الطريقة من الطرائق والضروب ، يقال : ليس هذا من ذلك النمط أي من ذلك الضرب ، والنمط الجماعة من الناس أمرهم واحد « انتهى ».
قوله عليهالسلام : لا يدركنا الغالي ، في أكثر النسخ بالغين المعجمة ، وفي بعضها بالعين المهملة ، وعلى التقديرين المراد به من يتجاوز الحد في الأمور ، أي لا يدركنا ولا يلحقنا في سلوك طريق النجاة من يغلو فينا أو في كل شيء ، والتالي أي التابع لنا لا يصل إلى النجاة إلا بالأخذ عنا ، فلا يسبقنا بأن يصل إلى المطلوب إلا بالتوصل بنا ، ثم اعلم أنه يمكن إبقاء الحجب والأنوار على ظواهرها بأن يكون المراد بالحجب أجساما لطيفة مثل العرش والكرسي يسكنها الملائكة الروحانيون كما يظهر من بعض الدعوات والأخبار ، أي أفاض عليه شبيه نور الحجب ، ليمكن له رؤية الحجب كنور الشمس بالنسبة إلى عالمنا ، ويحتمل التأويل أيضا بأن يكون المراد بها الوجوه التي يمكن التأويل أيضا بأن يكون المراد بها الوجوه التي يمكن الوصول إليها في معرفة ذاته تعالى وصفاته ، إذ لا سبيل لأحد إلى الكنه وهي تختلف باختلاف درجات العارفين قربا وبعدا ، فالمراد بنور الحجب قابلية تلك المعارف وتسميتها بالحجب إما لأنها