أفضل من سهر الجاهل وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته وما يضمر النبي صلىاللهعليهوآله في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين وما أدى العبد فرائض الله حتى
______________________________________________________
فيكون نومه عبادة ، وسهر الجاهل للعبادة لما لم يكن موافقا للشرائط المعتبرة ومقرونا بالنيات الصحيحة تكون عبادة باطلة أو ناقصة ، فذاك النوم خير منه ، أو أن نوم العقلاء وكمل المؤمنين يوجب ارتباطهم بأرواح الأنبياء والمرسلين والملائكة المقر بين وما يضاهيهم من المقدسين ، واطلاعهم على الألواح السماوية ورجوعهم إلى عوالمهم القدسية التي كانوا فيها قبل نزولهم إلى الأبدان ، فهو معراج لهم وما يرون فيه بمنزلة الوحي ، فلذا عدت الرؤيا الصادقة من أجزاء النبوة ، وسنبسط القول في ذلك في شرح كتاب الروضة.
قوله عليهالسلام : من شخوص الجاهل ، أي خروجه من بلده ومسافرته إلى البلاد طلبا لمرضاته تعالى كالجهاد والحج وغيرهما.
قوله : حتى يستكمل العقل ، أي يسعى في كماله بتوفيقه تعالى فإن أصل العقل موهبي ويكمل بالعلم والعمل وقراءته على بناء المفعول ، أو إرجاع الضمير إلى الله تعالى بعيد.
قوله : وما يضمر النبي في نفسه ، أي من النيات الصحيحة والتفكرات الكاملة والعقائد اليقينية.
قوله : وما أدى العبد ، أي لا يمكن للعبد أداء الفرائض كما ينبغي إلا بأن يعقل ويعلم من جهة مأخوذة عن الله تعالى بالوحي ، أو بأن يلهمه الله معرفته أو بأن يعطيه الله عقلا به يسلك سبيل النجاة ، وفي نسخ محاسن البرقي حتى عقل منه أي لا يعمل فريضة حتى يعقل من الله ويعلم أن الله أراد تلك منه ، ويعلم آداب إيقاعها ويحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك ، أي يعقل ويعرف ما يلزمه معرفته ، فمن ابتدائية