لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (١) وقال ـ ( وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (٢) وقال ( قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا
______________________________________________________
قوله تعالى ( يُرِيكُمُ الْبَرْقَ ) : الفعل مصدر بتقدير أن أو صفة لمحذوف ، أي آية يريكم بها البرق ( خَوْفاً ) من الصاعقة أو تخريب المنازل والزروع ، أو للمسافر ( وَطَمَعاً ) أي في الغيث والنبات وسقي الزروع أو للمقيم ونصبهما على العلة لفعل لازم للفعل المذكور ، إذ إراءتهم تستلزم رؤيتهم أو للفعل المذكور بتقدير مضاف أي إراءة خوف وطمع ، أو بتأويل الخوف والطمع بالإخافة والإطماع ، أو على الحال نحو كلمة : شفاها ، ويحتمل أن يكونا مفعولين مطلقين لفعلين محذوفين يكونان حالين ، أي تخافون خوفا وتطمعون طمعا.
قوله تعالى ( قُلْ تَعالَوْا ) : أمر من التعالي وأصله أن يقوله من كان في علو لمن كان في سفل فاتسع بالتعميم.
قوله تعالى ( ما حَرَّمَ ) : كلمة « ما » تحتمل الخبرية والمصدرية والاستفهامية وقوله ( عَلَيْكُمْ ) متعلق باتل ، أو بحرم أو بهما على سبيل التنازع.
قوله تعالى ( أَلاَّ تُشْرِكُوا ) : قال البيضاوي أي لا تشركوا ليصح عطف الأمر عليه ، ولا يمنعه تعليق الفعل المفسر بما حرم ، فإن التحريم باعتبار الأوامر يرجع إلى أضدادها ، ومن جعل أن ناصبة فمحلها النصب بعليكم ، على أنه للإغراء أو بالبدل من « ما » أو من عائدة المحذوف ، على أن « لا » زائدة أو الجر بتقدير اللام ، أو الرفع على تقدير « المتلو أن لا تشركوا » أو المحرم أن تشركوا وقوله : ( شَيْئاً ) يحتمل المصدرية والمفعولية وعلى التقديرين يشمل الشرك الخفي.
قوله تعالى ( وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) : أي وأحسنوا بهما إحسانا وضعه موضع النهي على الإساءة إليهما للمبالغة والدلالة على أن ترك الإساءة في شأنهما غير كاف
__________________
(١) سورة الرعد : ٥.
(٢) سورة الروم : ٢٤.